السيد أبو الحسن جلوة الزواري (قدس سره)
(1238 هـ – 1314 هـ)
اسمه ونسبه:
السيّد أبو الحسن بن السيّد محمّد الطباطبائي، وينتهي نسبه إلى السيّد الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي (عليهم السلام).
ولادته:
ولد السيّد أبو الحسن عام 1238 هـ ببلاد الهند، التي سافر إليها والده السيّد محمّد الطباطبائي طلبًا للعلم، وكان فيها من المتبحِّرين في علم الطب، ثمّ عاد إلى إصفهان برفقة ولده السيّد أبو الحسن، وكان عمره سبع سنين، ثمّ انتقل من إصفهان إلى منطقة زوارة الواقعة جنوبها.
دراسته:
توفّي أبوه وعمره لا يتجاوز أربعة عشر عامًا، فأُصيب بحالة من الإحباط، إلاَّ أنّ ذلك لم يثن عزمه عن مواصلة الدراسة، فأكمل مرحلة المقدّمات في مدينة زواره، ثمّ ذهب إلى إصفهان لدراسة العلوم العقلية بفروعها كافّة: الطبيعية، والإلهية، والرياضية، وأخذ يحضر دروس الشيخ حسن الحكيم، والشيخ حسن ابن الآخوند علي النوري، وكذلك الملاّ عبد الجواد الخراساني.
ثمّ ذهب إلى طهران عام 1273 هـ، وأقام في مدرسة دار الشفاء مدّة (41) سنة، ومنذ وصوله أخذ يدرس الفلسفة والحكمة، وبعد وفاة الأقا علي المدرّس وهو آخر الحكماء الأربعة المشهورين بتدريس كتاب الحكمة المتعالية، انفرد بتدريس العلوم العقلية، وأصبح في أواخر أيّامه من أبرز مدرسي العلوم الفلسفية في إيران.
تلامذته: نذكر منهم ما يلي:
1- الشيخ علي خان عبد الرسولي.
2- الشيخ محمّد باقر الاصطبهاناتي.
3- الشيخ هاشم الأشكوري.
4- الشيخ محمّد علي الشاه آبادي.
5- الشيخ محمّد الكاشاني، المعروف بالآخوند الكاشي.
6- الشيخ شهاب الدين الشيرازي.
7- الشيخ علي أكبر الحكمي.
8- الشيخ محمّد كاظم الخراساني، المعروف بالآخوند.
9- السيّد حسين القمّي.
صفاته وأخلاقه:
عاش السيّد أبو الحسن إلى آخر حياته معرضًا عن الغنى والثروة، محبًّا للبساطة، وكان غني النفس، لا يتقرّب إلى السلاطين، زاهدًا بما في أيديهم، ولو أنّهم كانوا جميعًا يتمنّون ذلك، وكان لديه تعلُّق شديد بأهل البيت (عليهم السلام)، وقد كتب أشعارًا بمدح أمير المؤمنين والزهراء والإمام الحسين (عليهم السلام).
ومن مميزاته الأُخرى أنّه كان لا يعتمد على الآخرين في إنجاز أعماله الشخصية، وكان عطوفًا، رحيمًا، لطيفًا عند المحاورة، محترمًا من الجميع، وكان يهتم بالفقراء والمحتاجين، بحيث أنّه كتب في وصيته ببيع كتبه وإنفاقها على المحتاجين من أقربائه.
حكّام عصره:
عاصر السيّد أبو الحسن سلطنة ناصر الدين القاجاري، وكان لا يعير للشاه أي اهتمام، وعندما وصل السيّد جمال الدين الأسد آبادي المشهور بـ(الأفغاني) إلى طهران سنة (1303 هـ)، التقى به السيّد، حيث تعرّض السيّد جمال الدين لاستبداد الشاه ناصر الدين، وأيَّده على ذلك، ممّا أدّى إلى زيادة النفرة بين السيّد جلوة الزواري والشاه المذكور.
مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
1- رسالة في تحقيق الحركة في الجوهر.
2- رسالة في بيان ربط الحادث بالقديم.
3- حواشي على شرح الهداية الأثرية لصدر المتألّهين.
4- حواشي على مشاعر صدر المتألّهين.
5- حواشي على كتاب المبدأ والمعاد لصدر المتألّهين.
6- حواشي على كتاب الشفاء لابن سينا.
7- حاشية على شرح المنظومة للملاّ هادي السبزواري.
8- تصحيح المثنوي للمولوي.
9- ديوان شعر، باللغة الفارسية.
وفاته:
توفّي السيّد جلوه الزواري (قدس سره) عام 1314 هـ بالعاصمة طهران، ودفن بمقبرة الشيخ الصدوق في الري جنوب العاصمة طهران.