آية الله العظمى الشيخ جعفر كاشف الغطاء (قدس سره)
(1156 ـ 1228 هـ)
نسبه:
الشيخ جعفر ابن الشيخ خضر بن يحيى ابن سيف الدين المالكي القناقي الجناجي زعيم الامامية ومرجعها الاعلى في عصره.
كان والده من مراجع النجف الاشرف في عصره، حيث كان العلماء يتزاحمون على الصلاة خلفه.
ولادته:
ولد الشيخ جعفر في عام (1156 هـ).
دراسته:
شبّ شيخنا الاكبر في بيت علم وتقوى وترعرع مجبولا على حبّ العلم والفضل فجدّ واجتهد في طلب العلم إذ حضر برهة من الزمان على والده، ثم على الشيخ محمد تقي الدورقي، والسيد صادق الفحام، والشيخ محمد مهدي الفتوني، الشيخ الوحيد البهبهاني، وحضر على السيد مهدي بحر العلوم أياماً قلائل تقرب من ستة أشهر لأجل اليُمْن والبَرَكة.
سيرته و اخلاقه:
كان ـ رحمه الله ـ شديد التواضع والخفض واللين، فاقد التجبّر والكِبَر على المؤمنين مع ما فيه من الصورة والوقار والهيبة والاقتدار، يَرتـَعِدُ من كمال هيبته أولي الاحساس، رفيع الهمّة سمحاً شجاعاً، قوياً في دينه، يرى استيفاء حقوق الله من أموال الخلائق على سبيل الخرق والقهر، ويباشر أيضاً صَرْفَ ذلك حال القبض الى مستحقيه الحاضرين من أهل الفاقة والفقر.
ونقل أنه مرّ في بداية ايام تحصيله الدراسي بضيق معاشي, فرأى أن يُؤجـِر نفسه من بعضهم لإتمام ثلاثين سنة من العبادة يستغني بأجرتها عن مؤونات زمان التحصيل والدراسة.
له حكايات طريفة في محاسن النفس والمواعظ منها: أنه كان يحاسب نفسه ليلا ـ فيقول ـ: كنت في الصّغر تسمى جُعَـيْـفراً، ثم صرت جَعْـفـَراً، ثم سُمـّيتَ الشيخ جعفر، ثم الشيخ على الاطلاق، فإلى متى تعصي الله ولا تشكر هذه النعمة.
كما أن له مساع كريمة وخدمات عظيمة للدين وللطائفة الامامية وصيانة امته ووطنه من الكوارث التي كادت أن تأتي على النجف; حيث هبّ مجالداً عنها بنفسه واولاده والخاصّة من تلاميذه حينما تخطفتها اعراب الوهابيين مرات عديدة حتى اندحروا خائبين وتفرقوا خاسئين.
بعض من مواقفه:
اولاً: موقفه تجاه الفرقتين الطائفتين (الز?رت ـ الزقرت) و(الشمرت) لاينسى اذ حدث في عصره انشقاق بينهما وازهقت أرواح كثير من الابرياء، ونهبت الاموال فبحزمه وشدة صولته كان يذبّ عن الضعفاء ويحرس الفقراء فكان لهم حرزاً منيعاً وسوراً رفيعاً.
ثانياً: نقل أن الحكومة العثمانية المسيطرة على العراق جعلت في عصره ضريبة على اهالي النجف أن تدفع ثمانين طناً من الطعام ، وهذا المبلغ كثير جداً في ذلك اليوم لم تطق النجف حمله حيث عجزوا عن أدائه; فقام الشيخ بدفعه نيابة عنهم، فمدحه الشيخ محمد علي الاعسم بقصيدة منها الابيات الأتية:
هِمَمٌ لأبي موسى جعفر **** ليـست مـقـدورة لـبـشـر
حِمْـل عجزت عنه ناس **** مـن عـشـرة آلاف أكـثـر
ويقوم الواحد فيه، وهم **** أمروا بالحمل، ولم يؤمـر
أشعاره:
كان الشيخ كاشف الغطاء (رحمه الله) شاعراً، أديباً، وله اشعار ومطارحات مشهودة مع ادباء عصره وعلمائه، ومن شعره مادحاً السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي:
إلـيك إذا وجـهت مدحي وجـدتـه **** معـيباً وإن كان السليـم من العـيب
إذ المدح لا يحلو إذا كان صادقاً **** ومدحك حاشاه من الكذب والريب
آثاره ومصنفاته:
1 ـ منهج الرشاد لمن أراد السداد (في ردّ الوهابية).
2 ـ كاشف الغطاء عن معايب أو قبائح عدوّ العلماء .
3 – (مختصر كشف الغطاء) كأصله.
4- مشكاة المصابيح في شرح منثورة الدرّة .
5- كشف الغطاء عن خفيات مبهمات الشريعة الغرّاء .
له مصنفات اخرى مثل:
أ ـ شرح قواعد العلامة (في بعض أبواب المكاسب).
ب ـ كتاب كبير في الطهارة.
ج ـ رسالة عملية في الطهارة والصلاة سمّاها (بغية الطالب) .
د ـ مناسك الحج.
هـ ـ العقائد الجعفرية في أصول الدين.
و ـ غاية المأمول في علم الاصول.
ز ـ شرح الهداية للطباطبائي (كتاب الطهارة).
ح ـ الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الاخباريين.
وفاته:
توفي الشيخ جعفر كاشف الغطاء في مدينة النجف الاشرف في 2 / رجب / 1228 هـ، ودفن بمقبرته الخاصة في محلّة العمارة ـ إحدى محلات مدينة النجف.