ماجد الجدحفصي البحراني

  السيد ماجد بن السيد هاشم الجدحفصي

السيد أبو علي ماجد بن هاشم بن علي بن مرتضى بن علي بن ماجد الحسيني الجدحفصي البحراني, من أعلام القرن الحادي عشر, علامة فقيه أديب شاعر كثير التصانيف, نشر علم الحديث في دار العلم  شيراز, وتتلمذ على يده جملة من العلماء الإعلام, وهو يروي عن الشيخ البهائي وعن الشيخ محمد بن خاتون العاملي, أثنى عليه الكثير من العلماء لما له من فضل عظيم ومنزلة رفيعة, وقد ترجم له الكثير من أرباب هذا الفن في كتبهم, ومن آثاره الباقية مدرسته العلمية المعرفة الآن بمدارس الصادقي بمنطقة جدحفص, وهي في الوقت الحاضر مأتم ومسجد ويقام فيها البرنامج الصيفي من تعليم ومسابقات ورحلات في المنطقة.

هجرته والتقائه بالعلماء:

بعد أن درس في البحرين خرج منها وذهب إلى شيراز وآلت إليه الزعامة الدينية هناك, وكانت له مع علمائها – أي شيراز- مناظرات علمية ومقامات مشهورة , واقبل عليه أهلها إقبالا منقطع النظير, والتقى مع الشيخ البهائي العاملي وكان بينهما مودة, وكان الشيخ يثني عليه, حتى اجتمع معه في سنة من السنين في أصفهان فأعجب به السيد لمّا سال السيد أحد الحاضرين فأوجز السيد الجواب تأدبا مع الشيخ فأنشد البهائي (قدس سره):

حمامة جرعا حومة الجندل اسجعي = فأنت بمرأى من سعاد ومسمع

فأطال السيد الكلام في جواب المسألة فاستحسنه الشيخ .

والتقى السيد ماجد بالسيد فضل الله بن محب الله دستغيب, وطلب السيد فضل الله من السيد ماجد أن يجيزه فأجازه وأثنى عليه في الإجازة ثناء عظيم .

أقوال  العلماء فيه:

قال في حقه صاحب سلافة العصر ومحاسن الدهر((هو أكبر من أن يفي بوصفه العقول, وأعظم من أن يقاس بفضله طول, نسب يؤول إلى النبي (ص) وحسب ذل له الأبي, وشرف ينطح النجوم وكرم يفضح الغيث السموم)) .

قال عنه صاحب كتاب أمل الآمل ((فاضل, شاعر, جليل القدر في العلم والعمل ولديه ديوان شعر كبير جيد رأيته)).

وقال عنه الشيخ يوسف البحراني في كتابه لؤلؤة البحرين ((كان هذا السيد محققا مدققا شاعرا أديبا ليس له نظير في جودة التصنيف وبلاغة التحبير , وفصاحة التعبير , ودقة النظر , وشعره فائق في البلاغة وخطبته في الجمعة لبلاغتها وحسن تعبيرها تأخذ بمجامع القلوب وتفت لسماعها وتذوب))

وقال عنه الشيخ علي البلادي في أنوار البدرين ((وهذا السيد الجليل من نوادر الزمان علما وأدبا وعملا وكمالا ..))

وقال عنه الشيخ سليمان الماحوزي في فهرست علماء البحرين((كان أوحد أهل زمانه في العلوم , و أحفظ أهل عصره , نادرة زمانه في الذكاء والفطنة , أول من نشر علم الحديث في دار العلم شيراز , فقيه مبرز متقن )) .

وقال عنه الشيخ عبد الله السماهيجي في إجازته ((كان هذا السيد علامة فاضلا , متبحرا , كاتبا شاعرا وله شعر فائق بليغ ..))

تلامذته :

1-   المحقق العظيم المحدث الكبير الحكيم المتأله محمد بن المرتضى الملقب بالمولى محسن الكاشاني , وينقل انه لما سمع الكاشاني ان السيد ماجد نزل شيراز أراد أن يلتحق به للتتلمذ عليه فتردد أبوه في إعطائه الرخصة بالذهاب فاتفق مع والده أن يستخير الله ففتح القرآن فجاءت هذه الآية (( فلو لا نفر من كل فرقة طائفة  منهم ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا )) ثم تفأل بالديوان المنسوب لعلي بن أبي طالب (ع) فجاءت الأبيات :

((تغرب عن الأوطان في طلب العلى = وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفريج هم واكتساب معيشة = وعلم وآداب وصحبة (ماجد ))) .

2-   الشيخ محمد بن حسن بن رجب البحراني

3-   الشيخ محمد بن علي البحراني

4-   الشيخ احمد بن عبد السلام البحراني

5-   العلامة السيد عبد الرضا البحراني

6-   الشيخ احمد بن جعفر البحراني

7-   السيد عبد الرؤوف الحسيني

8-   الشيخ زين الدين علي بن سليمان القدمي البحراني

وغيرهم من العلماء الأعلام .

مؤلفاته:

1-   – الرسالة اليوسفية في الفقه و الأصول الاعتقادية .

2-   – حواشي على الشرائع والاستبصار .

3-   – حاشية على المعالم وخلاصة الأقوال  .

4-   – سلاسل الحديد في تقييد أهل التقليد

5-   – رسالة في مقدمة الواجب

6-   – المقامات

7-   – رسالة (من عرف نفسه فقد عرف ربه)

8-   – مقالة في العام المخصص (مبحث أصولي) .

9-   – قصيدة طويلة في رثاء الحسين (عليه السلام)

10- ديوان شعر

11-  التحفة السليمانية (باللغة الفارسية)

12- خاتم سليماني (باللفة الفارسية)

13- وقف نامه (باللغة الفارسية)

وفاته ومدفنه:

توفي في شيراز سنة 1028هـ ودفن في مشهد السيد احمد بن مولانا الإمام الكاظم (ع).

 نماذج من شعره نقلا عن كتاب غاية المرام في تأريخ الاعلام وكتاب سلافة العصر:

 من أبيات ختم بها الخطبتين يوم الجمعة:

ناشدتك الله إلا ما نظرت إلى = صنيع ما ابتدأ الباري وما ابتدعا

تجد صفيح سماء من زمردة = خضرا وفيها فريد الدر قد رصعا

ترى الدراري يدانين الجنوح فما =يجدن غب السرى عيا و لا ضلعا

والأرض طاشت ولم تسكن فوقرها =بالراسيات التي من فوقها وضعا

فقر ساحتها من بعد ما امتنعا = وانحط شامخها من بعد ما ارتفعا

وأرسل العاديات المعصرات = فقهقهت ملء فيها واكتست خلعا

ومن أبياته التي يحن فيها إلى وطنه و منطقته

   يا ساكني جدحفص لا تخطفكم = ريب المنون ولا نالتكم المحن

   ولا عدت زاهرات الخصب واديكم = ولا اغب ثراه العارض الهتن

 ما الدار عندي وان ألفيتها سكنا = يرضاه قلبي لو لا الالف والسكن

ما لي بكل بلاد جئتها سكن = ولي بكل بلاد جئتها وطن

الدهر شاطر ما بيني وبينكم = ظلما فكان لكم روح ولي بدن

ومن قصيدة له في رثاء الحسين عليه السلام نقلها صاحب كتاب رياض الدح والرثاء في كتابه هذا :

بكى وليس على صبر بمعذور = من قد أطل عليه شهر عاشور

وان يوما رسول الله ساء به = فأبعد الله عنه قلب مسرور

ألية بالهجان القود حاملة = نعش تهادى على الأقتاب والكور

من كل منخرق السربال مبتهل = يكاد يملك تصريف المقادير

يؤم مكة يبغي ربح متجره = مواصل بين ترويح وتبكير

ما طاف بي طرب بعد الطفوف ولا =لاحت سمات سروري في أساريري

ما للسروري وللقن الذي ذهبت =ساداته بين مسموم ومنحوري

يا غيرة الله والسادات من مضر = أولي البسالة والأسد المغاوير

 ويقول فيها:

يا حسرة قد أطالت في الحشى كبدي = وقصرت في العزا عنه معاذيري

وشجو قلب على الأحزان محتبس = ونعس طرف على التسهيد مقصور

مراعيا لدراريَّ النجوم كما = وكلن بالشيء أحداق النواطير

يقضي الحسين ولم تبرد جوانحه = والماء يكرع فيه كل خنزيري

 ويختمها بهذين البيتين:

بني أمية قد ضلت حُلومُكُمُ = ضلال منغمس في الغي مغمور

أدوحة قد تفيئتم أظلتها = نلتم بواسق أعلاها بتكسير

 ومن قصيدة له:

طلعت عليك المنذرات البيض = وابيض منها الفاحم الممحوض

صرحن عندك بالنذارة عندما = لم يقفها الإعياء والتعريض

ست مضين وأربعون نصحن لي =ولمثلهن على التقى تحضيض

وافى المشيب مطالبا بحقوقه = وعلي من قبل الشباب فروض

ومن قصيدة له يرثي خاله السيد جعفر بن عبد الرؤوف:

حلت عليك معاقد الانداء = ونحت ثراك قوافل الأنواء

وسرت على أكناف قبرك نسمة = بلت حواشيها يد الانداء

 ومنها:

فلئن قصرت من الإقامة عندنا = حتى كأنك لمحة الإيماء

فلقد أقمت بنا قريبا بالعلا = وكذا تكون إقامة الغرباء

 ——————-

المصادر:

فهرست علماء البحرين للشيخ سليمان الماحوزي تحقيق الشيخ فاضل الزاكي

غاية المرام في تاريخ الأعلام للسيد هاشم السيد سلمان السيد باقر

إجازات البحرين للشيخ محمد عيسى المكباس

أنوار البدرين للشيخ علي البلادي

سلافة العصر في محاسن الدهر للسيد علي خان المدني

لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني

تعليقات