الشيخ سليمان بن علي بن أبي ظبية البحراني الاصبعي
هو الفقيه الجليل والعالم النبيل الشيخ سليمان بن علي بن سليمان بن راشد بن أبي ظبية الأصبعي أصلا والشاخوري مسكنا كان أستاذ الشيخ سليمان الماحوزي, وكان من علماء البحرين في القرن الحادي عشر، وقد أدرك أوائل القرن الثاني عشر, وله ابن فقيه أديب اسمه أحمد، و هو مؤلف كتاب ((عقد اللآل في فضائل النبيّ والآل)) والكشكول أو نزهة الناظرين, و له ابن آخر اسمه الشيخ علي, وهو من سأل ثلاث مسائل كلامية، أولها في معنى حديث ان الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه، والثانية في معنى نسبة الرؤية إلى الرب في القيامة، والثالثة في كفاية اليقين بأصول الدين ولو لم يحصل عن البراهين العقلية, الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي وسُميت بالمسائل العلوية.
ترجم له الشيخ يوسف البحراني فقال: ((العلامة الفقيه الكامل رفيع الشأن الشيخ سليمان بن علي بن سليمان ابن أبي ظبية (بالظاء المشالة ثم الباء الساكنة الموحدة ثم الياء المثناة المفتوحة ثم الهاء) الأصبعي أصلا الشاخوري مسكنا البحراني وكان هذا الشيخ مجتهدا صرفا توفي في سنة 1101 ه. وقد رثاه السيد الأجل السيد عبد الرؤف الجدحفصي (ره) بقصيدة وكان خصيصا به منها ما يتضمن تاريخ وفاته قوله: صاح الغراب بغاق في رجب على * موت الفقيه فأي دمع يذخر.)).
وترجم له صاحب أنوار البدرين فقال: ((قد ذكر هذا الشيخ كل من تأخر عنه ولا سيما تلميذه العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي وهو الذي يعبر عنه بشيخنا العلامة وبشيخنا مجردا وذكره المحدث الصالح والسيدان في التتمة والروضات وغيرهم وهو الذي يقول فيه تلميذه الشيخ سليمان المذكور لما لاموه على كثرة ملازمته إياه:
عنفوني لما لزمت سليمان * وجانبت جملة العلماء
فتمثلت في الجواب ببيت * قاله مغلق من الشعراء
ينزل الطير حيث يلتقط الحب * ويأتي منازل الكرماء)).
أقوال العلماء فيه:
-الشيخ سليمان الماحوزي: ((كان هذا الشيخ أعجوبة وقته في الحفظ وسعة العلم)).
-الشيخ صاحب أمل الآمل: ((فاضل فقيه علامة من المعاصرين)).
-الشيخ يوسف البحراني: ((العلامة الفقيه الكامل رفيع الشأن الشيخ)).
بعض مشايخه في الرواية:
-الشيخ علي بن سليمان القدمي الملقب بزين الدين وأم الحديث.
-الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني المتوفى عام 1088هـ.
تلامذته والراوون عنه:
تلمذ عليه الفقيه سليمان بن عبد اللّه الماحوزي، ولازمه، وقرأ عليه «الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية» في الفقه للشهيد الثاني، وأُجيز منه سنة (1093هـ).
الشيخ احمد بن سليمان الخطي من مشائخ الطريقة وعلماء الحقيقة، أخذ الأدب عن علاّمة الشيخ سليمان بن أبي ظبية والفقه عن المحدّث البارع الشيخ محمد الحر العاملي، وله: كتاب في الحكمة لم يعمل مثله، ورسالة في قوله تعالى ((الم أعهد اليكم يا بني آدم)) وغير ذلك من الرسائل، مات سنة 1110 العاشر والمائة بعد الألف.
تصانيفه:
-رسالة في تحليل التتن والقهوة, قال عنها الشيخ يوسف البحراني: ((وله رسالة في تحليل التتن والقهوة ردا على بعض علماء العجم القائلين بتحريمها)).
-رسالة في علم الكلام, وهي تحتوي على أصول الدين.
-رسالة في صلاة الجمعة, قال عنها الشيخ يوسف البحراني: ((وله من المصنفات رسالة في تحريم صلاة الجمعة في زمن الغيبة وقد نقضها المحقق المدقق الأوحد الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف وقد أجاد بنقضه فيما أفاد ووافق السداد وأصاب فيما نقض وأجاب ومن وقف عليهما عرف حقيقة القشر من اللباب)).
-رسالة في تحليل السمك جملة, قال عنها صاحب أنوار البدرين معقبا: ((…و أقول أني لم أفهم فتوى هذا الشيخ (قده) في الرسالة التي يذكرها عنه الأصحاب في تحريم السمك جملة ولم أقف على هذه الرسالة حتى أعرف مراده منها ولم أر من ذكر معناه فيها وتنبه لذلك فإن أراد أن جنس السمك الذي يصطاد من البحر من حيث هو سمك حرام فهو خلاف الضرورة من المذهب بل ومن الدين والكتاب والسنة وإجماع المسلمين قال الله تعالى (وهو الذي جعل البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية) في مقام الامتنان وحاشا هذا الشيخ عن ذلك الشأن وأن أراد أن نوعا من أنواع السمك المختلف فيه كالذي لا فلس له والميت في شبكة المسلم مثلا فهو من المسائل الخلافية النظرية يتبع فيها الدليل وكل مجتهد ونظره وما يؤديه إليه دليله ويتضح فيه سبيله ولا بأس به وهذا من المواضع المشكلة وظاهر قولهم تحريم السمك جملة هو الأول وهو مشكل جدا ثم أني بعد أن كتبت هذا وقفت على كتاب (تتمة الأمل) للسيد الأمجد السيد أحمد البحراني (ره) وقد ذكر في ترجمة هذا الشيخ الرسالة المذكورة فقال وله رسالة في تحريم السمك الذي لا فلس له ولم ينقل كما نقله الفاضل المحدث الشيخ يوسف في اللؤلؤة ولا المحدث الصالح في إجازته فزال بذلك الإشكال والداء العضال والحمد لله وله المنة على كل حال.
-منسك الحج.
-رسالة في استقلال البكر, وغيرها من الرسائل.
وفاته ومدفنه:
المشهور بين العلماء أنّ وفاته كانت في شهر رجب سنة 1101هـ (سنة 1690م)، وقد رثاه تلميذه السيّد عبد الرؤوف بن الحسين الجدحفصيّ بقصيدة أرّخ فيها وفاته بقوله:
صاح الغراب بـ(غاق) في رجب على*موت الفقيـه فأيّ دمع يذخر
وهو هنا يقصد بكلمة (غاق) – التي هي عبارة عن صوت الغراب-، بحساب الجُمل ما تساوي سنة 1101هـ.
وأرخ الشيخ سليمان الماحوزيّ وفاة أستاذه بقوله:
أودي سليمان على رغمنا* واحسرتا للعلـم الذاهـب
إنْ رمت تاريخًا لهذا فخذ * (صوت غراب بالبلا ناعب)
و دفن الشيخ ابن أبي ظبية في مقبرة الشاخورة من جهة الغرب من طرف الشمال، وبُني عليه قبّة، فرحمه الله.
والحمد لله رب العالمين
———————
أهم المصادر:
-بعض فقهاء البحرين في الماضي والحاضر, الدكتور الشيخ محمد علي العصفور.
-لؤلؤة البحرين, الشيخ يوسف البحراني.
-مخطوطة عن تاريخ البحرين, للشيخ محمد علي أل عصفور, نقلا عن صحيفة الوسط تحت عنوان كتاب للجميع.
-أنوار البدرين, للشيخ علي البلادي.
-فهرست علماء البحرين, الشيخ سليمان الماحوزي, تحقيق الشيخ فاضل الزاكي.
-موسوعة طبقات الفقهاء, اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام.
-الذريعة إلى تصانيف الشيعة, للشيخ آقا بزرگ الطهراني.