السيد محمد الفشاركي (قدس سره)
(1253 هـ – 1316 هـ)
اسمه ونسبه:
السيّد محمّد الفشاركي.
ولادته:
ولد السيّد الفشاركي عام 1253 هـ، بقرية فشارك من توابع إصفهان في إيران.
دراسته وتدريسه:
سافر السيّد الفشاركي إلى مدينة كربلاء، وهو ابن إحدى عشر سنة، وكفله هناك أخوه السيّد إبراهيم المعروف بـ(الكبير)، فأكمل عنده العربية والمنطق، وحوالي عام 1286 هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته، ولمّا سافر السيّد الشيرازي الكبير إلى مدينة سامرَّاء عام 1291 هـ، صحب معه السيّد الفشاركي، وتوطَّن معه، وصار من أفضل مقرَّبيه، وخيرة خواصِّه وتلاميذه.
ولمّا كثرت أعمال السيّد الشيرازي لتحمُّله أعباء المرجعية، فوَّض أمر التدريس إليه، واعتمد في تدريس طلبة الحوزة عليه، فقام السيّد الفشاركي بتلك الوظيفة على أكمل وجه، حتّى صار كعبة العلم، ومَطاف أصحابه، ومُرَاد طلاّبه، وبعد وفاة السيّد الشيرازي عام 1312 هـ، رجع السيّد الفشاركي إلى مدينة النجف الأشرف، فتهافتت عليه طلاَّب المعرفة، وروَّاد العلم، لينهلوا من علومه.
أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
1- أخوه، السيّد إبراهيم المعروف بالكبير.
2– السيّد محمّد حسن الشيرازي، المعروف بالشيرازي الكبير.
3– الشيخ محمّد حسين الفاضل الأردكاني.
تلاميذه: نذكر منهم ما يلي:
1- الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي.
2- الشيخ محمّد حسن كُبَّة.
3- الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني، المعروف بالكمباني.
4- الشيخ محمّد حسين النائيني.
5- الشيخ ضياء الدين العراقي.
6- الشيخ محمّد رضا النجفي الأصفهاني.
7- الشيخ محمّد كاظم الشيرازي.
صفاته وأخلاقه:
تواضعه: فقد نقل عنه ما يؤكِّد هذا المعنى، فقد عاش حياته عيشة الزُهَّاد، ما بنى فيها دارًا، ولم يخلِّف عقارًا، وكان يذهب إلى السوق بنفسه لشراء حوائجه، والطلبة حافّون به، يسألونه عمّا أشكل عليهم من درسه، وهو واقف على باب بعض الحوانيت.
وكان ثقةً، ورعًا، كثير الخيرات، خصوصًا فيما يتعلّق بمجالس الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، سِيَّما في مجلس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان حَسَن المحاضرة، وحُلو المعاشرة.
كراماته:
من كراماته التي يجدر بنا أن نسجِّلها في هذه الترجمة، هي ما نقله أحد أحفاده حيث يقول: لمّا كان السيّد الفشاركي في سامرَّاء انتشر وباء (الطاعون) بين أهالي المدينة بشكل مُرعب، وكان عدد كبير من الناس يموتون في كل يوم، وفي أحدى الأيام اجتمع نفرٌ من أهل العلم والتقوى في دار السيّد، ودار الحديث حول الوباء الذي عمَّ المدينة، وما تركه من خوف ووحشة في قلوب الناس، فالتفت السيّد الفشاركي للحاضرين قائلاً: إذا أصدرتُ حكمًا شرعيًا هل يجب تنفيذه؟ فأعلن الجميع بأنَّ تنفيذ الحكم واجب على الجميع عند ذلك.
فقال: إنّني أصدر فتوى، وحكمًا شرعيًا بأن يبدأ جميع الشيعة في سامرَّاء من اليوم حتَّى عشرة أيّام بقراءة زيارة عاشوراء، من أجل التوسُّل لرفع البلاء عنهم، ويهدون ثواب هذه الزيارة إلى الروح الطاهرة للسيَّدة نَرجِس خاتون، والدة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) -والتي قبرها في سامرَّاء، وفي جوار الإمامين العسكريين (عليهما السلام)-.
فصادق الجميع على فتواه، ثمّ أبلغوا جميع الشيعة في سامرَّاء بذلك، فالتزموا به، وفي اليوم التالي رُفِع الوباء تمامًا عن الشيعة، ولم يُصَبْ أحدٌ منهم بالوباء، وكانت ضحايا الوباء فقط في صفوف غير الشيعة، فاستغرب غير الشيعة من هذا الأمر، حيث أنّه لم يصب شيعي بعد ذلك اليوم، فسأل جمع من أهل السنّة عن سبب هذا التوقّف الغريب للوباء في صفوف الشيعة، وعندما عرفوا السبب، وهو زيارة عاشوراء، فعلوا ما فعل الشيعة، وعندها توقّف الوباء عنهم أيضًا، وذلك بِبَركة الإمام الحسين (عليه السلام).
مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
1- رسالة في أصالة البراءة.
2- رسالة تقَوِّي السافل بالعالي.
3- رسالة في الدماء الثلاثة.
4- رسالة في خلل الصلاة.
5- رسالة في الخيارات.
6- رسالة في الإجارة.
وفاته:
توفّي السيّد الفشاركي (قدس سره) في ذي القعدة الحرام 1316 هـ، ودفن بجوار مرقد الإمام علي (عليه السلام) في النجف الأشرف.