مجلس حسيني ـــ نبذة عن حياة السيد محمد سبع الدجيل{ع}

 مجلس حسيني ـــ نبذة عن حياة السيد محمد سبع الدجيل{ع}

الشيخ عبد الحافظ البغدادي


إنّ الإمامةَ إنْ عَـدَتـكَ فـلمْ تـكُنْ  ***  تـعـدو فـضائـلَ شـخـصِـكَ الـمِـقـدامـا


ولئـن عَـدَتْ نحـو اـزكيِّ فـنْ تـرى  ***  تـعـــدوكَ كـلّا رفـعـةً ومَـقــــــامـا


يـكـفـي مـقـامـك أّنّـه فـي رتـبـةٍ  ***  فُـقـتَ الأنــــــــــامَ وكـنـتَ ثـمَّ غُـلامـا


قـد كـنـتَ صـدراً لـلعلومِ ومـصدراً  ***  لـولا الـبِـدا لأخـيــكَ كـنـتَ إمـامــا


هذه الأبيات للسيد محمد مهدي الكاظمي, قالها  في السيد محمد سبع الدجيل .. الذي هو قمر من أقمار آل محمد {صً}وغصن من غصون الشجرة ,وعلم من أعلام أهل البيت (ع)، بلغ من جلالة القدر إلى الحد الذي اعتقد الناس إنه الإمام بعد أبيه الإمام الهادي (ع)، كما بلغ درجة من العبادة قلّ نظيرها فأعطاه الله من الكرامات ما سارت على الألسن والأفواه، ومرقده الشريف  في قضاء بلد يقصده أصحاب الحاجات والمرضى يتوسّلون به لمنزلته عند الله لقضاء حاجاتهم.


وهناك عشرات القصص لكرامات هذا السيد المبجل .. يذكر العلامة  السيد إسماعيل البهبهاني أنَّه قال: كنت مع جماعة من أصدقائي عند مرقد السيد محمّد{ع}جالسين مقابل الغرف المقابلة للروضة الشريفة، فإذا بامرأة من الأعراب، صارخة، باكية، تركض بشدّة، ومن ورائها إخوتها، ومعهم الخناجر، يريدون قتلها، فسألنا عن الخبر؟! قيل لنا: إنَّ هذه المرأة الصارخة، اتهمتها زوجة أخيها، بأنَّها تراود فتى من فتيان الحي، وقالت: والشاهد لذلك أنّي غسلت منديل أخيها، يعني زوجها وهو من الإبريسم له قيمة، وعلَّقته على حبل لا يمرُّ عليها أحد إلاَّ هذه المرأة، فهي أخذته وأعطته لمن تراوده، ومن عادة العرب أنَّه إذا علم أحد بفساد أخته أو ابنته يقتلها لا محالة .فدخلت المرأة، وأمسكت الشباك وهي تصرخ بصراخ يصدع القلوب، وتقول: يا سيدي يا سبع الدجيل، أنت أعلم بحالي وبرائتي من هذه التهمة. ساد صمت بيننا وحالة من الهلع . بينما نحن متألّمون، على حال المرأة، فإذا بثور يركض بشدّة، ودخل الصحن الشريف، فجاء قبال البهو وراث، فسقط في خلال روثه المنديل، فلمّا رأوا ذلك إخوة المرأة فرحوا بذلك، وعلموا أنَّ أختهم مصونة من هذه التهمة، وكانت المكيدة من حماتها زوجة الأخ، والمنديل ابتلعه الثور فسقط منه ببركة مولانا السيد محمّد سبع الدجيل عليه السلام. وقد روى الكثير ومن افراد الاسرة البعاجية ان بطن الثور بُعجت(انشقت)وسقط المنديل من بطنه وببركة صاحب المرقد الطاهر نجت الفتاة من القتل وتم تبرئتها .


كرامات وقصص ماثورة : للسيد محمد سبع الدجيل  كرامات يقر بها الموالون لاهل البيت {ع} وابناء المذاهب الاسلامية .. واليك قصة لرجل من اهل السنة, وهذه القصة معروفة في مناطق المحافظات الغربية عن كرامات السيد محمد سبع الدجيل  انه كان يشافي المرضى الذين يصعب على الاطباء معالجتهم ومن تلك القصص .... عن الحاج محمود أفندي البغدادي - من اهل طرف الميدان في بغداد وهو من اهل السنّة - قال :


أصابتني علّة وألم في فخذي اليسرى أعيت الاطباء من علاجها , لم تبقى وسيلة الا وطرقتها .. فبقيت اتحمل الالم على غصص .. وحدثت له عمل يستوجب ان يسافر من بغداد الى سامراء .. فاستأجرت عربة يجرها حصان ،وتوجهت لأول مرة في حياتي نحو سامراء.. فلمّا حاذينا قبّة أبي جعفر محمد سبع الدجيل, ونحن في العربة سألت من معي عن صاحب القبة في وسط المزارع قريبا من نهر دجلة ؟ فقالوا أنّه ابن الإمام علي الهادي {ع} وهو صاحب كرامات كثيرة . فلمّا قضيت حاجتي في سامراء جلعت طريقي عند الرجوع على المشهد الشريف، ووفي نيتي زيارته قربة  إلى الله تعالى لشفائي من ذلك الالم ،وصلت الى المشهد المطهر وبدات بزيارته اولا ثم توسّلت به الى الله ان يشفيني من الالم في ساقي، فغلبني النوم ورأيت سيّداً يقول لي : " اجلس فقد عوفيت ممّا أنت فيه". لقد استجاب الله دعاءك بفضلنا . فسالته: من أنت؟ قال: " أنا  السيد محمّد ابن الإمام الهادي   فانتبهت ولم أجد شيئاً من الالم في فخذي، وعرّجت على بغداد وأتيت بأهلي وأولادي وذبحنا الذبائح ومكثنا عنده ليلتين، ونحن نعترف له بالجلالة. ولم يعود علي الالم مرة اخرى ..


** سبب اللقب سبع الدجيل: لُقّب السيد محمد بـ (سبع الدجيل) لأنه كان يحمي زوّاره من اللصوص وقطّاع الطرق فكان لا ينال أحداً من زائريه أيّ أذى حينما يقصده، وهذا اللقب من أشهر ألقابه، ورُوي إن سبب إطلاق هذا اللقب عليه: لإن قبره الشريف كان مكاناً خالياً من الناس ومن القرى وهو يبعد عن بلد بـ (5كم)، وعن قرب نقطة من ضفاف نهر دجلة بـ (4كم)، ومن المعلوم إن مثل هذه المناطق خالية تكون مرتعاً للصوص وقطاع الطرق فكان الزائرون لمرقده الشريف يشاهدون سبعاً ـ أسداً - ضارياً يجوب الارض حول القبر والمنطقة وهو لا يدع أحداً من اللصوص يصل الى زوّاره بسوء فكان زواره ينامون قريري العين . فكان يحرس زواره ليلا ونهارا ..ومن ألقابه المشهورةً: سبع الجزيرة، وأبو جاسم، وأبو البرهان لوضوح كراماته ودلالة قربه من الله تعالى، وأبو الشارة، وأخو العباس لكراماته التي حباه الله بها، فكلاهما باب الحوائج. والبعاج.


معنى البعاج: الذين اطلق هذا الاسم على ابناء السيد محمد سبع الدجيل:..   البعج اي الشق  والانبعاج يعني الانشقاق فكلمة بعجه بسيفه فـ أي شق بطنه :بعجها شقّها وأخرج ما بداخلها .. ويُقَالُ: بَعَجَ بَطْنَه بِالسِّكِّينِ إِذا شَقَّ بطنه بسكين ..المصدر:معجم لسان العرب..


اذن معنى البعج لغويا الشق وهو الطعن مع الحركة (اي للتوضيح ان ادخال السكين في داخل الشيء طعن ولكن ادخال السكين مع التحريك يسارا اويمينا يسمى بعج) .وحين تطلق كلمة بعاج على شخص فهي (صيغة مبالغة) وتعني الكثير البعج او الذي يقوم اثناء القتال.


 لذلك لقب سيد محمد بن الامام الهادي(ع)بالبعاج  لان الكرامات والشارات التي حدثت امام مرأى ومسمع الزوار والخدام في المرقد الشريف ..دونها كبار العلماء والكتاب ويبدو انه كان في معارك مستمرة مع اللصوص وقطاع الطرق ويبدو ان قطاع الطرق لم يكترثوا في بداية الامر ولكن بعد ان اثبتت المواقف وكثرة من بعجهم بسيفه او بسكين دفاعا عن زوار مرقده ومرقد ابيه واخيه الحسن العسكري ..فكانت ضرباته تمتاز بصفة البعج والطعن والشق وتكررت بحوادث متعدده وتناقلها الأجيال،


 وقد اتّفق ان بقاء قبره الشريف في تلك المنطقة النائية والمحاطة بعشائر اغلبها لا يوالون اهل البيت (ع) ولكن مواقفه في الدفاع عن شيعتهم وزواره . حتى تأدب المغرضون  خوفا منه , ولم يجرؤ اللصوص من التعرض للزوار’ بل حتى السرقة نهارا من ان يدخلوا للسرقة والنشل من الزوار اثناء نومهم واستراحتهم . واصبح الحال لا أحد يجرؤ على خلسة أو سرقة في محضره فالجميع يخشى بطشه ولم يشكك بذلك احد وسوف نذكر بعض من صولاته التي تلتقي الضوء على معنى البعج .


** روى الكثيرون من سكان بلد  قصة مدونة في ذاكرتهم يتناقلونها عبر الاجيال لانهم شاهدوا الحادثة بأعينهم .. تقول القصة :( أن لصوصاً دخلوا ليلا حرمه المقدس لسرقة بعض الأثاث ، فوجدوهم صباحا قتلى جميعا قد بُعِجت بطونهم بسكين فلقّب بالبعّاج وسار هذا اللقب في اولاده وأحفاده حتّى هذا اليوم. ويبدو ان اللصوص وقطاع الطرق واصحاب السطو ليلا على البيوت الامنة كانت منتشرة في تلك المناطق حتى أنّ العرب الذين يسكنون في الدجيل وبيوتهم قريبة من مرقده الشريف , كانوا يلتجئون إليه في الليل, وقطّاع الطرق لا يجسرون عليهم لخشيتهم منه, ذلك لكرامته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى.


.. ومن صفاته : كان السيد محمد سبع الدجيل عظيم المنزلة، عالماً عابداً، وكان معروفاً بجلالة القدر وعظم الشأن,  وكانت جلالته وعظم شأنه أكثر من أن يذكر. كما يعتبر السيد محمد باب من ابواب الحوائج الى الله تعالى حيث يقصده عامة المسلمون  للتبرّك والزيارة، فتجد مرقده عامراً بالزوّار وقد ظهرت من مرقده الشريف كرامات كثيرة، أُلّفت  فيها عدّة كتب. لما بلغ الرابعة والثلاثين من عمره الشريف مرض مرضاً شديداً مفاجِئاً اثر دس السم اليه من قبل اعداء اهل البيت (عليهم السلام ) لم يُمهله طويلاً حتّى فارق الحياة في مكان قبرِهِ الشريف المبارك ودفن هناك في آخر   جمادى2 يوم 29 منه  سنة 252هـ). اما ولادته {ع} في المدينة المنورة في قرية يقال لها (صريا) وهي قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر{ع} على بعد ثلاثة أميال من المدينة المنورة سنة 238للهجره.


سبب وفاته :لما خرج الامام علي الهادي{ع}من المدينة المنورة إلى سامراء ترك أبنه محمدًا في المدينة المنورة وهو طفل، في سنة 233 هـ/ أي عمره خمس سنوات. فأحضر الأمام  علي الهادي{ع} وحاشيته من المدينة إلى سامراء العاصمة العباسية الجديدة شمال بغداد، ومكان لمعسكر  الجيش والحرس التركي ،ثم اصبحت سامراء عاصمة  العباسيين..


 وفي سنة 252 هـ قصد السيد محمد سبع الدجيل  الحجّ لبيت الله ثمّ التحق من مكة المكرمة بأبيه  في سامراء ومكث عنده في سامراء مدّه بقاءه في العراق ،حتى بلغ عمره 24 سنة .. تقول رواية انه مرض مرضاً شديداً واشتدَّت به العلّة في رجوعه إلى مدينة بلد القريبة من سامراء وتُوفي في 28 أو 29 من جمادى الآخرة سنة 252 هـ وعمره يناهز 24. ولا يعلم سبب مرضه، وقيل قد سُقي سُمًا من العباسيين الذين حاصروا أباه وهم يظنّون أنّ ابنه محمدًا هو الإمام من بعد ابيه .. وهذه على وسبب سقيه السم. حتى انهم لم يذكروا نوع مرضه وهو في زهرة شبابه .


** هنا تثار اسئلة عن سبب وجود قبره بعيدا عن قبر ابيه واخيه ..


اولا : رواية تقول انه كان مريضا وهو عند ابيه في سامراء ,ومات في بلد . هنا نسال كيف يموت ابن امام واخو اماك وعم الامام المهدي"عج" في بلد ويدفن بعيدا عن اهله ولم نجد رواية ان حضر معه احد من اهله لدفنه ولا احد من شيعتهم..


ثانيا:.ان الوفاة المفاجئة والمرض السريع المباغت الذي أودى بحياة السيد محمد (ع) ، لم يشير إليه - هذا المرض - أحد قبل أو أثناء خروجه من سامراء كما لا يتناسب المرض الذي يؤدي للموت لرجل في مقتبل شبابه  {24سنة)، وإنما تتوجه أصابع الاتهام في دس السم إليه من قبل بني العباس والاجهزة المكلفة بقتل اولاد الانبياء من العباسيين.


من الدلائل التي تشير إلى قتله من قبل بني العباس ، هو مجلس العزاء الذي أقامه الإمام الهادي (ع) في داره بسر من رأى ، على ولده أبي جعفر ، وهو من المسلمات التاريخية التي لا تسمح لنا أن نتصور قيام الإمام الهادي (ع) بتجهيزه ولده السيد محمد سبع الدجيل (ع).  


ودفنه في محل وفاته والعودة على ظهور الخيل إلى سر من راى التي تبعد عشرات الكيلومترات عن بلد الدجيل وعلى مرأى ومسمع بني العباس فيبدو أنهم حاولوا التعتيم على غدرهم له، ففسحوا المجال لأبيه لإقامة العزاء له، فوسع الإمام الهادي (ع) ذلك المجلس لحضور أكثر من أربعمائة هاشمي وعلوي وعباسي فيه  .


وهنا تأتي الدلالة الثانية وهي شدة الحزن وعظم المصاب الذي ألم بالإمام الهادي (ع) على ولده السيد محمد (ع) وكذا الحزن والألم الذي أصاب الإمام الحسن العسكري (ع) فلو كانت الوفاة طبيعية ، لما كان الحزن بمثل هذه الصورة وإنما كان من الممكن أن نرى التسليم والرضا بقضائه (عز وجل) ، حيث روى جماعة من بني هاشم ، كانوا قد حضروا يوم وفاة السيد محمد (ع) في دار الامام علي الهادي (ع) :


 " إذ نظرنا إلى الحسن بن علي (ع) وقد جاء مشقوق الجيب، حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن (ع) بعد ساعة من جلوسه ، ثم قال له : يا بني (توجه لله شكرا  فقد احدث فيك امرا) فسألنا عنه ، فقيل لنا : هذا الحسن ابنه ، فعرفنا  يومئذ عرفناه وعلمنا انه قد اشار اليه بالإمامة واقامة مقامه" وهذا فيه دلالة على أن الإمام علي الهادي (ع) كان قد ستر مكانة وإمامة ولده الامام الحسن العسكري (ع) من بني هاشم ،والعباسيين ، خوفا عليه من اغتياله من بني العباس.


هنا يتضح الدور الكبير للإمام علي الهادي (ع) في حفظه لولده الامام الحسن العسكري (ع) من بني العباس ، الذين كانوا يحاولون قتله لمنع تولد القائم ولده القائم المهدي المنتظر ، وبذلك فان وفاة السيد محمد (ع) قد كشفت الغطاء عن إمامة الإمام الحسن العسكري(ع) ، في الوقت ذاته أن تعزية الإمام الهادي (ع) للإمام العسكري(ع) ذكرها الكليني والمفيد والطوسي، هي كناية عن عظيم مقام السيد محمد (ع) رغم ان النص على إمامة العسكري دون غيره ، ثابت منذ أن نص عليه النبي الاكرم محمد (ص) ، وصرح به الأئمة الطاهرون (ع) إماماً بعد إمام على مر السنين. ***في التاريخ الحديث:اراد الدواعش تفجير مرقده الشريف وقتل زواره فجاءت سيارة ملغومة يقودها انتحاري الى البوابة الخارجية للمرقد وفجرته واقتحم 10 مسلحين واطلقوا النار على الزوار, الا ان جنود المرجعية الدينية وابناء العشائر في الدجيل والحشد الشعبي تصدوا لهم وافشلوا مخططهم. ولم ينالوا من المرقد الطاهر رغم الخسائر والشهداء بين صفوف الزوار من قبل الناصبين العداء لال بيت محمد{ص}  فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.


*** الحديث عن هذه الشخصية الهاشمية تبعث على الفخر وحب الانتماء لآل الرسول(ص)وكان الحلف والقسم متعارفا لدى اهالي بلد بهذه العبارة(وحق سيد محمد الي طلع المكرونه من بطن الثور) بقصة قلادة فقدت والتجأوا لمرقد سيد محمد فببركته حسم الامر وقد كتب احد المحبين ابياتا شعرية وقصيدة بتلك الحادثة .


**عاش السيد محمد في رعاية أبيه أربعاً وعشرين عاماً،  كانت  كافية لأن تجعل منه الصورة الواضحة لشخصية أبيه وأخيه (ع)، واكتساب منهم مكارم الأخلاق والصفات الحميدة، كما عاصر السيد محمد خمسة من الخلفاء العباسيين هم الواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، والمعتز وقد توفي السيد محمد في خلافة المعتز، كما عاصر سيدنا الكثير من الأحداث الأليمة التي جرت على الأئمة الطاهرين (ع) وما جرى على أهل بيته من فجائع وآلام ومآسٍ، منها خروج يحيى بن عمر بن يحيى بن عبد الله بن جعفر الطيار بالكوفة سنة (248هـ)، على السلطة العباسية الجائرة والذي قُتل وحُمل رأسه الى بغداد وصُلب، وكان يحيى هذا متديِّناً ورعاً شديد الحب لأهل بيته من العلويين باراً بالناس ومضرب الأمثال في الجود والكرم، كما عاصر السيد محمد خروج الحسن بن زيد العلوي في طبرستان سنة (250هـ).جاءت هذه الثورات العلوية وغيرها نتيجة طبيعية لجور السلطة العباسية وطغيانها واستبدادها، فكان السيد محمد يرى ما يجري على أبناء عمومته من العلويين من قتل وصلب وتشريد وسجن وتعذيب، فيتلقى تلك الصدمات بقلب مؤمن صابر مفوضا  أمره إلى الله، وبعد كل هذه الصدمات والنكبات فقد كان سيدنا يشارك أباه وأخاه في محنتيهما .. وما جرى عليهما من الترحيل عندما حملهما يحيى بن هرثمة القائد العسكري في عهد المتوكل من المدينة المنورة إلى سامراء وما قاسياه من الخلفاء العباسيين...... ــــــــــــ في مواجهة الانحراف..


إضافة إلى هذا الضغط السياسي الذي مارسه العباسيون ضد الأئمة من أهل البيت وأتباعهم، كانت هناك محنة أخرى وهي ظهور تيارات ضالة مدعومة من السلطات وبعض رجال بني العباس .. هو إفشاء الشذوذ الفكري الذي يدعم السلطة العباسية وانتشر لمحاربة فكر أهل البيت، فظهرت فرق شذّت وانحرفت عن مبادئ الإسلام الصحيح المتمثل بالأئمة المعصومين، فكانت معاناة سيدنا تتفاقم وهو يحسّ بأنه من المكلّفين بحفظ شريعة جده محمد (ص) من الضلالة والبدع، لكن كل تلك النكبات والمآسي التي تعرّض لها لم تمنعه من أن يبسط أشعة علمه الإلهي على الناس وإرشادهم إلى الصراط المستقيم وإرجاعهم إلى جادة الصواب فكان من علماء آل محمد وفضلائهم، ومما يدل على فضله وعلمه إن من الشيعة كانت تعتقد إن الإمامة فيه بعد أبيه الهادي، إلا أن هذه الفرقة اضمحلت ورجعت إلى أخيه الحسن العسكري بعد أن عرّفهم الإمام الهادي بالإمام المنصوص عليه من بعده وبخاصة بعد وفاته في حياة أبيه الهادي.


مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ**وَمَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ**لِآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً**وَبِالرُكنِ وَالتَعريفِ وَالجَمَراتِ**دِيارُ عَلِيٍّ وَالحُسَينِ وَجَعفَرٍ**وَحَمزَةَ وَالسُجّادِ ذي الثَفِناتِ** قِفا نَسأَلِ الدارَ الَّتي خَفَّ أَهلُها** مَتى عَهدُها بِالصَومِ وَالصَلَواتِ**قُبورٌ بِكوفانٍ وَأُخرى بِطَيبَةٍ **وَأُخرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي** وَقَبرٌ بِبَغدادٍ لِنَفسٍ زَكِيَّةٍ** تَضَمَّنَها الرَحمَنُ في الغُرُفاتِ** أفاطم لو خلت الحسين مجدلا = وقد مات عطشانا بشط فرات * إذا للطمت الخد فاطم عنده = وأجريت دمع العين في الوجنات* أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي = نجوم سماوات بأرض فلات.


دومج يزهره وبس بالماتم تنوحين .. ما ينكضي نوحج وتعدادج على حسين .. وانتي مدى الايام ما يبطل نواحج .. بس في انين في مساج وفي صباحج ........الجواب من محبيها : يا ريت كل اولادنا فدوه لرضيعه … واحنا فدايا اللي انذبح جنب الشريعة.. والله انفجعتي فاطمة الزهرة فجيعة ..في يوم واحد فاكده سبعين واثنين .


والله يزهره ما ذبح بالطف ولدج .. ومشى بناتج بالسبا واحجركه الجبدج .. الا الذيهم امروا كنفذ بضربك .. وانتي الوديعة من النبي وسيد الكونين

الشيخ عبد الحافظ البغدادي


4/2/2022

تعليقات