شعر عن الطفل ريّانَ

 كم مثلِ (ريّانَ) في بئرٍ يفارِقُنا !!! 

**************************


كم مثلِ (ريّانَ) في المأساة يا وطني

وكم تجرّع شعب العُرْب من مِحَنِ !!


كم مثلِ (ريّانَ) في بئرٍ يفارِقُنا ! 

و ليس من كان في حِسٍّ و لم يكنِ


هذا بغزةَ كم لاقى بموطنهِ

و ذا يعاني من الويلات في اليمنِ


طفولةٌ ما لها في الكون ثانيةً

كل الطفولات مرهونات للوَهَنِ


مستضعفات.. فذا في البئر منتهكاً

و ذا من القصف بالعدوان و الفتنِ


متى يعيش صغار الناس في رَغَدٍ

و يسعدون بلا حزن و لا شَجَنِ !؟


الكلُّ في البئر يا (ريّان) مصطبراً

يرنو إلى المنقذ الموعود في المدنِ


يصيح مثلك يا (ريّان) وا بشراً

هل تنقذون بني الإنسان من إحَنِ !؟ 


مكرَّرون.. فمذ (يُوسُفْ) ؛ بإخوتِهِ

غدرٌ لـ(قابيلَ) موروثاً مدى الزمنِ


في (غزّة) الطِّفل لا أمنٌ يساورُهُ

كذلك الطِّفل تحت القصف في (عَدَنِ)


و عند (صنعاء) آلامٌ مَبَرِّحَةٌ

تستجمعُ الموتَ أشلاءً بلا كفنِ


و عند (سنجار) أطفالٌ لنا حُرِموا

عِزَّ الحياة وقد عاشوا على المِنَنِ !!! 


و حين (ريّان) نال الضَّيم قد سهروا

بينا هم الأمس عمَّن نال في وَسَنِ


متى يكون ضميرُ الناس مرتقياً

حنْوَ الأحاسيس في وعيٍ وفي فطنِ !؟


بالأمس(إيلان) (سوريّا) به اهتُضِمتْ

لمّا ترامى على الأمواج بالبَدَنِ


الكلُّ تاه على بحرٍ بهجرتِهِ

عن ظلمِ من كان يؤذيهِ بلا سُفُنِ


مثل الحصان جموح الحال منطلقاً

لللا مكان بلا وجهٍ و لا رَسَنِ


كذلك الحال .. حال الشعب في وطنٍ

فيهِ يهون و يرضى الهُون فليهُنِ !!! 


فلا القوانين ترعاهم و ترحمهم

بما لقد جاء في الأديان و السُّننِ


الكلُّ (ريّان) في الدُّنيا فلا تَكِلِ

بخساً بكيلين في الدُّنيا و لا تزنِ ! 


معذّبين أرى الأطفال في كرةٍ

للأرضِ بالضَّيم منذ المهد للكفنِ !


رعدالدخيلي


تعليقات