قصيدة بعنوان ‏(وَصَفَعْتَ خَدَّ الْجَائِرِيْنَ‎‎)‏ كتبها الخطيب الشيخ مرتضى الوائلي، بمناسبة ذكرى رحيل آية الله المجاهد الشيخ حسن الخويبراوي الناصري «طيَّب الله ثراه»

 بمناسبة ذكرى رحيل آية الله المجاهد الشيخ حسن الخويبراوي الناصري «طيَّب الله ثراه» التي توافق «١٨ رجب الأصب»، كتب الخطيب الشيخ مرتضى الوائلي أبياتًا بعنوان «وَصَفَعْتَ خَدَّ الْجَائِرِيْنَ»، سطَّرَ فيها بعضًا من الآثار العلمية والمواقف الخالدة للشيخ الراحل في مواجهته للظلم والاستبداد. قال فيها:

هَبْنِي الْقَدَاسَةَ وَاسْقِنِي التَّبْجِيْلَا

كَيْمَا يَقُوْلُ لَكَ اللِّسَانُ جَمِيْلَا


الدَّهْرُ جَلْجَلَ وَالسِّنُوْنَ ثَوَاكِلٌ

إِنِّيْ بِنَعْيِكَ قَدْ أَضَعْتُ سَبِيْلَا


أَيَّامُنَا ظَمْأَى تَحِنُّ لِوَعْظِكُمْ

وَلِهَدْيِكُمْ بَاتَتْ تَرُوْمُ وُصُوْلَا


أَحْيَيْتَ جِيْلًا بِالْهِدَايَةِ وَالتُّقَى

مُذْ كَانَ بَاعُ الْفَاسِدِيْنَ طَوِيْلَا (١)


سُقْتَ الْجَهَالَةَ لِلْمَذَابِحِ وَالرَّدَى

وَبَقَيْتَ فِيْ سُبُلِ الْعُلَا قِنْدِيْلَا


وَأَنَرْتَ فِيْ ظُلَمِ الزَّمَانِ (لَآلِئً)

فِيْ رَوْضِهَا نَسْتَرْشِدُ التَّنْزِيْلَا (٢)


وَكَتَبْتَ لِلْحَيْرانِ فِيْ آيَاتِهِ

سِفْرًا يَشِعُّ هِدَايَةً وَدَلِيْلَا (٣)


أَثْنَتْ يَرَاعُ الْحَاكِمِيْنَ بِصُنْعِكُمْ

وَغَدَا مَلِيكُ عِرَاقِنَا مَذْهُوْلَا (٤)


الْبَعْثُ أَمَّلَ أَنْ تَكُوْنَ بِحِزْبِهِ

فَجَهَرْتَ حَاشَا أَنْ أَكُوْنَ ذَلِيْلَا (٥)


وَصَفَعْتَ خَدَّ الْجَائِرِيْنَ بِرَفْضِكُمْ

فَتْوَى تُكفِّرُ سَيِّدًا وَجَلِيْلَا (٦)


جَارُوْا عَلَيْكَ بِغِيِّهِمْ وَبِمَكْرِهِمْ

حَتَّى عَرَجْتَ مُجَاهِدًا وَنَبِيْلَا (٧)


النَّاصِريَّةُ مُذْ دَهَاهَا فَقْدُكُمْ

نَصَبَتْ عَلَيْكَ مَآتِمًا وَعَوِيْلَا


عُذْرًا أَخَا الْمَجْدِ، الْمَفَاخِرُ جَمَّةٌ

فَأَخُوْكَ يَنْعَىٰ مُؤْنِساً وَخَلِيْلَا


فِيْ جَبْهَةِ التَّأْرِيْخِ صُغْتَ مَآثِرًا

فِيْ وَصْفِهَا حَقًّا تَكُوْنُ فُصُوْلَا


الهوامش:

---------------------------------------

(١) إشارة إلى قضائه على بيوت الرذيلة والفساد آنذاك، وبناء مسجد في نفس الحي باسْم (جامع الشيخ حسن الخويبراوي) قرب دائرة بلدية الناصرية حاليًا. 

(٢) إشارة إلى كتابه: «اللآلئ الحسان في تفسير القرآن»، وهو كتاب مؤلف من (٣٠ جزء)، طُبِع منه ثلاث أجزاء، والبقية ما تزال مخطوطة.

(٣) إشارة إلى كتابه: «دليل الحيران إلى آيات القران».

(٤) إشارة إلى إكبار مسؤولي الدولة له، وإعجاب وإقرار الملك «فيصل الثاني» بعلم الشيخ وفضله، والقصة معروفة.

(٥) إشارة إلى رفضه طلب التصدي للمرجعية الدينية في كربلاء المقدسة بدعم النظام البعثي له.

(٦) إشارة إلى رفضه إصدار فتوى يكفِّر بها السيد الخميني «ره» حينما طلب منه النظام الصدامي ذلك.

(٧) إشارة إلى مضايقته من قبل السلطة الحاكمة، وفرض الإقامة الجبرية عليه حتى وافاه الأجل سنة (١٤١٠هـ).


* ولمزيد عن حياة الشيخ الراحل، يُنظر: كتاب «الشيخ الخويبراوي سيرة عطرة من أوراق مبعثرة»/ الفصل الثاني/ آية الله الشيخ حسن الخويبراوي الناصري «قدس».


تعليقات