بنات النبي صلى الله عليه واله - أنور غني الموسوي

 بنات النبي صلى الله عليه واله

 أنور غني الموسوي

العراق

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين.

 هذه رسالة مختصرة في بنات النبي محمد صلى الله عليه واله، عددهن واسمائهم. ورغم ان المسألة في غاية الوضوح بان للنبي بناتا من السيدة الطاهرة خديجة صلوات الله عليها غير الزهراء صلوات الله عليها، الا ان البعض مال الى تصورات ظنية ليس لها وجه بل ولا مبرر لها بعد احكام النص النقلي مصدقا بالشواهد، فلا مسوغ مطلقا الى تأويل او استظهار ما له علاقة بالنص الصريح او له مفهوم بما يعارض ذلك النص الخاص وخصوصا اذا كان ذلك النقل التاريخي الصريح مصدقا بالعمل بل وبالنصوص الشرعية الدليلية كالقران والسنة و الارشاد، حيث اتفق القرآن والسنة والإرشاد الامامي وكلمات المفسرين والمحدثين والشارحين على ان السيدات فاطمة ورقية وام كلثوم وزينب صلوات الله عليهن هن بنات رسول الله صلوات الله عليه من صلبه من خديجة صلوات الله عليها. وهنا سأذكر النقل المستفيض الموجب للعلم بل والذي حكم معه البعض بالقطعية في هذا الامر ما لا يصح معارضته بتصورات ظنية ثم سأتعرض لمناقشة لما قيل بخلاف ذلك. وفي الواقع مع تحقق النقل الثابت بل القطعي في اثبات البنوة الحقيقة للسيدات الطاهرات، فان كل ما يقال خلاف ذلك يكون من الظن المخالف للعلم المصدق الذي لا يحتاج الى رد أكثر من القول انه ظن مخالف للعلم المصدق وهذا من مبادئ منهج العرض والذي يخلص العلم والبحث العلمي من الظن، والله المسدد. 


القرآن الكريم

قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ [الأحزاب/59] والاصل الحقيقة ولا علم بقرينة خلافها، بل السنة والإرشاد والاستنباط موافقا له. 

قال السيد فضل الله في مقال على الموقع: الصحيح هو أنّ زينب ورقية وأم كلثوم هن بنات رسول الله، وقد نطق بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ﴾ [الأحزاب: 59] فعبّر بالبنات، ولو كان لرسول الله بنتاً واحدة لجاء التعبير في الآية الكريمة ببنتك. ومن الواضح أنّ لفظ البنت لا يطلق حقيقة إلا على من هي من صلبه، وأما الربيبة فلا تسمى بنتاً على الحقيقة ولا يطلق عليها لفظ البنت إطلاقاً حقيقياً. ومن البعيد جداً أن يكون القرآن قد جارى في الاستعمال ما عليه العرب في الجاهلية كيف وقد نزلت آيات واضحة في رفض انتساب الولد بالتبني إلى شخص المتبني وقالت الآية: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ فلم يستعمل القرآن الكريم لفظ البنات في الآية الكريمة إلا على نحو الحقيقة فهن بنات رسول الله.

وقال علي ال محسن في موقعه: ويدل على أن النبي صلى الله عليه وآله كان عنده عدة بنات قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59).


عن رسول الله صلى الله عليه واله

الخصال: عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله  فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهرا وهو عبد الله وهو المطهر ، وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وام كلثوم وزينب وأنت ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئا.

الكافي بسنده إلى أبي بصير، عن أحدهما، قال: "لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ: "الْحَقِي بِسَلَفِنَا الصَّالِحِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابِهِ. قَالَ: وَفَاطِمَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ تَنْحَدِرُ دُمُوعُهَا فِي الْقَبْرِ، وَرَسُولُ اللهِ يَتَلَقَّاهُ بِثَوْبِهِ قَائِماً يَدْعُو، قَالَ: إِنِّي لَأَعْرِفُ ضَعْفَهَا، وَسَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُجِيرَهَا مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ"

المعجم الأوسط للطبراني: عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر، فلما كان في الرابعة، أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعهما بين يديه ، وأقبل الحسن ، فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن على عاتقه الأيمن ، والحسين على عاتقه الأيسر ، ثم قال : « أيها الناس ، ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة ؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ؟ أو أخبركم بخير الناس أبا وأما ؟ هما الحسن والحسين ، جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدتهما خديجة بنت خويلد ، وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبوهما علي بن أبي طالب ، وعمهما جعفر بن أبي طالب ، وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب ، وخالهما القاسم ابن رسول الله ، وخالتهما زينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جدهما في الجنة ، وأبوهما في الجنة ، وجدتهما في الجنة ، وأمهما وعمهما وعمتهما في الجنة ، وخالاتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة ، وهما في الجنة ، وأختهما في الجنة »  

ينابيع المودة لذوي القربى: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: وهما خير الناس عما وعمة، فعمهما جعفر الطيار ذو الجناحين وعمتهما أم هانئ. وهما خير الناس خالا وخالة فأخوالهما القاسم وعبد الله وابراهيم، وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم. 

ينابيع المودة لذوي القربى: قال رسول الله ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا: بلى. قال: الحسن والحسين، أخوالهما: القاسم، وعبد الله، وإبراهيم، وخالاتهما: زينب، ورقية، وأم كلثوم. ثم قال: اللهم إنك تعلم أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، (أخرجه الملا في سيرته، وأخرجه غيره أيضا).

كتاب تاريخ المدينة المنورة النميري البصري: روى عن ابن عباس رض الله عنهما, انه لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون.


عن امير المؤمنين عليه السلام

 نهج البلاغة: في بعض خطب أمير المؤمنين عليه السلام - وهو يخاطب عثمان بن عفان -: مَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَلَا ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ؛ وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللهِ؛ وَشِيجَةَ رَحِمٍ مِنْهُمَا، وَقَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالَا". قال صاحب الهامش: أما أفضليته عليهما في الصهر فلانه تزوج ببنتي رسول الله رقية وأم كلثوم، توفيت الأولى فزوجه النبي بالثانية ولذا سمي ذا النورين. 

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة: «و قد نلت من صهره ما لم ينالا» فتزوّج عثمان برقيّة، ثمّ بعد موتها بامّ كلثوم بنتي النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

منهاج البراعة: فقال (و قد نلت من صهره صلّى اللّه عليه و آله ما لم ينالا) لأنّه قد تزوّج رقيّة بنت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بعد موتها عقد على بنته الاخرى أمّ كلثوم.


ن الباقر عليه السلام

  قرب الاسناد عن هارون بن مسلم قال حدثني جعفر بن محمد عن ابيه قال: ولد لرسول الله (ص)من خديجة: القاسم والطاهر، وام كلثوم ورقية وفاطمة وزينب.

قرب الاسناد - عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه قال: " ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة: القاسم، والطاهر، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، وزينب. 

كامل الزيارات-   عن جابر، عن محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: لما هم الحسين (عليه السلام) بالشخوص عن المدينة أقبلت نسأ بني عبد المطلب فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهن الحسين (عليه السلام)، فقال: انشدكن الله ان تبدين هذا الامر معصية لله ولرسوله، فقالت له نساء بني عبد المطلب: فلمن نستبقي النياحة والبكاء فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة ورقية وزينب وام كلثوم. 

موسوعة التاريخ الاسلامي: روى الصفار بسنده عن الامام الباقر (ع) قال: ولد لرسول اللّه (ص) من خديجة: القاسم والطاهر، وام كلثوم، ورقية، وزينب وفاطمة.

الكافي: عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَر (عليه السلام ) قَالَ أَوْصَتْ فَاطِمَةُ ( عليه السلام ) إِلَى عَلِيٍّ ( عليه السلام ) أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ أُخْتِهَا مِنْ بَعْدِهَا فَفَعَلَ .



عن الصادق عليه السلام

الخصال: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة القاسم والطاهر وهو عبد الله، أم كلثوم ، ورقية ، وزينب ، وفاطمة.

الكافي عن أبي بصير، عن أحدهما، قال: "لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ: "الْحَقِي بِسَلَفِنَا الصَّالِحِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابِهِ. قَالَ: وَفَاطِمَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ تَنْحَدِرُ دُمُوعُهَا فِي الْقَبْرِ، وَرَسُولُ اللهِ يَتَلَقَّاهُ بِثَوْبِهِ قَائِماً يَدْعُو، قَالَ: إِنِّي لَأَعْرِفُ ضَعْفَهَا، وَسَأَلْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُجِيرَهَا مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ".

  تهذيب الأحكام عن الصادق عليه السلام: "أَنَّ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ، وَكَانَتْ تَحْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام بَعْدَ فَاطِمَةَ.

موسوعة التاريخ الاسلامي: روى الصدوق بسنده عن الصادق (ع ) قال : ولد لرسول اللّه (ص )من خديجة : القاسم والطاهر ـ وهو عبداللّه ـ وام كلثوم , ورقية , وزينب وفاطمة .

تاريخ أهل البيت: قال الفريابيّ: حدّثني أخي؛ عبدالله بن محمد ـ وكان عالماً بأمر أهل البيت ـ: حدّثني أبي: حدّثني ابن سنان، عن أبي بصير: عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: وُلِدَ لِرسول الله صلّى الله عليه وآله، من خديجة: القاسم وعبدالله، و [ هُوَ ] الطاهر وزَيْنَبُ ورُقَيَّةُ واُمّ كُلْثُوم وفاطمة عليها السلام ومن مارية القبطيّة ـ أهداها الى النبيّ صلّى الله عليه وآله، مَلِكُ الإسْكَنْدَريَّة المقوقس ـ: إبراهيم.

الكافي: عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بنات.


عن الحسين بن روح رضوان الله عليه

بحار الأنوار - العلامة المجلسي عن المناقب: سأل بزل الهروي الحسين بن روح - ره - فقال: كم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أربع، فقال: أيتهن أفضل؟ فقال: فاطمة.


الاجماعات والقطعيات

قال المفيد في المسائل العكبرية في جواب سؤال حول زينب ورقية، هل هما ابنتا رسول الله صلى الله عليه وآله أو ربيبتاه، فأجاب قدس سره بقوله: والجواب أن زينب ورقية كانتا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وآله، والمخالف لذلك شاذ بخلافه.  تعليق أي ان المسالة محل اتفاق.

قال التستري قاموس الرجال: ثم لا ريب في أن زينب ورقية كانتا ابنتي النبي صلى الله عليه وآله.  

قال المازندراني في شرح أصول الكافي: واجتمع أهل النقل أنها ولدت له أربع بنات وكلهن أدركن الإسلام وهاجرن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم، وأجمعوا أنها ولد ولدا سماه القاسم وبه كان يكنى.

قال القزويني في كتابه فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد: وفي هذا الحديث( اي حديث الخصال)  تصريح بأن بنات السيدة خديجة الكبرى كلهن من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا من زوج آخر وليس هذا الحديث هو الدليل الوحيد على ذلك بل توجد أدلَّة وبراهين قطعية على أنَّهن كنَّ بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) حقيقة، ومن صلبه.


قال محمد حسين فضل الله في كتابه الزهراء القدوة: إن من المعلوم تاريخياً: أنه قد ولد لرسول الله (ص) عدة ذكور، لكنهم ماتوا صغارا. وأما البنات فمن المعلوم تاريخيا أيضاً، بل المشهور والمتسالم عليه بين محققي الفريقين ومؤرخيهم: انه كان للنبي (ص) من البنات: زينب، وأم كلثوم، ورقية، وأنهن عشن، وتزوجن. وإن ذهب شاذ من المعاصرين، تبعا لشاذ من المتقدمين إلى نفي كون هؤلاء من بنات النبي (ص)، مدعيا أنهن ربائب له. وهذا من أغرب الآراء، وأعجبها، كونه مخالفا لصريح القرآن الكريم في قوله تعالى: {يا أيها النبي، قل لأزواجك، وبناتك ونساء المؤمنين}

قال صلاح الدين السعيد في كتابه زوجات النبي: أجمع أهل العلم أن خديجة ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم، وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم. وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم. وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم.


قال احمد الطبري في ذخائر العقبى: والاربع البنات متفق عليهن وكلهن من خديجة بنت خويلد إلا إبراهيم.

قال الخوئي حسب موقع السيد فضال الله: "المعروف أنهنّ بنات النبي من خديجة وقد صرح بذلك المؤرخين وأهل السير من الشيعة والسنة". تعليق وهو مشعر بالاتفاق.


مناقشة

 أشكل على القول بان للنبي صلى الله عليه واله بنات غير السيدة الزهراء صلوات الله عليها بملاحظات ظنية لا يصح القول بها أهمها اهتمام رسول الله صلى الله عليه واله بالزهراء صلوات الله عليها وتمييزه لها واختصاصها بحبه وكلماته. وفيه ان هذا الكلام لو صدر ممن لا يعتقد بالصلة الإلهية والسماوية لشخصية الزهراء عليها السلام لكان له وجه اما ان يصدر ممن يعتقد بسماوية والهية السيدة الزهراء وانها من اهل العصمة والرسالة فلا يصح وهو يقول (عليها السلام وصلوات الله عليها ) ولا يقول مثل ذلك لغيرها، بل يمكننا القول بل يجب القول ان التمييز النبوي لفاطمة صلوات الله عليها انما هو بسبب تقديسي سماوي الهي وليس عاطفيا من النبي صلوات الله عليه، والقران شاهد بتمييز الأنبياء لأولادهم الأنبياء عن غيرهم، فالنبي يعقوب عليه السلام وبعد فقده ثلاثة من  ولاده لم يذكر الا يوسف فقال ( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (*) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ  [يوسف/84، 85] وكذلك سيرة الائمة صلوات الله عليهم فانهم كانوا يظهرون من الحب والتمييز لابنهم الامام ما لا يظهرونه لغيره وأوضح مثال علي عليه السلام مع الحسنين صلوات الله عليهما و الامام الباقر بخصوص الصادق عليه السلام. فالصحيح ان اهتمام النبي بالزهراء وتمييزه لها من دلالة الامامة لبنيها لمن له تأمل.

ومن جهة ثانية انه وان كانت الزهراء بنفسها شخصا مقدسا الا ان ارتباطها بالوصي المرتضى صلوات الله عليها وبابنيها الامامين اعطى لها ولهذا البيت ثقلا وتمييزا قدسيا اخر اوجب لها حقا خاصا ليس على المسلمين فقط بل على النبي أيضا.  

ومن جهة ثالثة ان ذلك النقل المستفيض بل الذي حكم البعض بقطعيته والاجماع عليه والمصدق بالقران وعليه السنة والارشاد الامامي لا يمكن معارضته بتصورات ظنية، مع ملاحظة مهمة وهي ان سبعة من كبار علماء الطائفة قالوا بان النبي صلوات الله عليه له بنات وهم (الصدوق والكليني والمفيد والمرتضى والطوسي والطبرسي وابن شهراشوب) حتى انا نستطيع القول ان من ينسب الى الشيعة القول بإنكار ان للنبي صلى الله عليه واله بناتا متوهم بلا ريب ولا اريد ان أقول انه اما كاذب او جاهل. 

تعليقات