مجلس حسيني ـــ قصة اصحاب الاخدود في القران
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَاليَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِد وَمَشْهُود * قُتِلَ أَصْحَـبُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوُقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤمِنِينَ شُهُودٌ }... (البروج اية 1 الى 7)
الآيات الكريمة في سورة البروج تحتاج الى معرفة ليتسنى لنا معرفة الجو العام للآية المباركة.. فما معنى البروج. .؟قال تعالى، «والسماء ذات البروج»، الواو للقسم. الله يقسم بمخلوقاته . بمعنى السماء ذات النجوم التي تضيء لأهل الأرض{البروج هي منازل السماء التي تنتقل فيها الكواكب اثناء دورانها،} لكون الأنسان لا يعي تلك المخلوقات فشبهها بالقصور الشامخة بالضخامة والعظمة، المدارات من الضخامة والسعة يعجز عن تصورها البشر.{معنى المدارات}هي كلمة تشبه معنى كلمة مدير.. لأنه هو من يدير تلك المؤسسة او الدائرة تحت تصرفه .. فالمدار في السماء هو المساحة العظيمة التي تدور فيها كواكب معينة .. لو قلنا مدار كوكب زحل.. فأننا نعني مَدَارُه ومَسَارُهُ الَّذِي يَدُورُ فيه ..
هذه المدارات هي المساحة الشاسعة التي تدل على عظمة خالقها ، حيث قدر علماء الفلك المسافات بين بعض النجوم في المدار والبعض الآخر بآلاف السنين الضوئية.،وسرعة الضوء كما ذكرها علماء الفلك{هي أقصى سرعة مكتشفه كونها مادة تنطلق في الفراغ، وسرعتها 300 الف كم في الثانية تقريبًا بحدود مليار كم في الساعة.
** القسم الثاني من الآية «اليوم الموعود» هنا اقسم الله بالغيبيات ,فقال واليوم الموعود وهو يوم الحشر، يوم القيامة .. لذلك اليوم سبعة اسماء في القران: هي يوم القيامة ·واليوم الآخر · يوم الآزفة · يوم البعث · يوم الفصل · اليوم المشهود · يوم التناد.
والقسم الثالث «وشاهد ومشهود» والشاهد هم الأنبياء والرسل الذين يشهدون على اممهم والمشهود هم البشر والخلائق الذين يجتمعون في ارض المحشر للحساب هم المشهود عليهم، كل نبي يشهد على امته انه بلغهم الرسالة. وهذا الرأي الراجح في تفسير الشاهد والمشهود.
(ثم تبين الآية ظلم الانسان لأخيه الانسان وقتله واقصاءه بسبب عقيدته التي يؤمن بها ). وهناك فرق كبير بين النزاع والصراع الذي يحدث بين الدول وبين الناس من جهة ـــ وبين الحقد ــ الذي يترسخ في النفوس والصراع عادة ينتهي بزوال اسبابه . كونه يقع بسبب مصالح امنية او مادية ويقع صراع بين شخصين او بين قبيلتين ..ثم ينتهي وتسوى بينهم . ولكن المشكلة هي العداوة بسبب الحقد .. هذه لا يمكن ان تنتهي . كثير من الصراعات التي تتوارث بسبب اختلاف العقيدة والفكرة التي يحملها البعض ... اهوى رباك وكيف لي بمنازل/ حشدت علي ضغائنا وحقودا / لو شىت ان تعطي حشاي صبابة / فوق الذي بي ما وجدت مزيدا/ بشر اقل صفاته ان عاينوا / منهن ما ضنوا به المعبودا/ وصفات فضل اشكلت معنى فلا/ اطلاق يكشفها ولا التقييدا/ سبقت مكارمك المكارم مثلما / ختمت لفخار عمرك الترديدا/ فليحسد الحساد فضلك انه / شرف يزيد على المدى ترديدا.ــــ { لماذا يكون الحقد والصراع والعداوات لأشخاص لا نعرفهم ولم نلتقي بهم.؟} " يبين الإمام عليّ (ع) عن هذا المعنى ،في وصيَّته لابنه الإمام الحسن(ع): يقول : " إنّما قلب الحَدَثِ كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته،.. فبادرتك بالأدب قبل أن يقسوَ قلبك ويشتغل لبّك..، أمّا الحقد والإجرام والانحراف هذا امر طارئ على الإنسان ثم يكتسبه من خلال الحياة وما يتعلمه من البيئة والأهل والمربّين والأصدقاء الذين يعاشرهم، والاحاديث التي يسمعها ـــــ لان الحقد الذي يترسخ في القلوب لا يمكن ازالته مطلقا ـــ مهما قدمت للحاقد من خدمة حتى لو انقذت حياته.
مثال على الحقد : موقف وحقد بني أمية الإجرامي لبني هاشم، عند سقيفة بني ساعدة أو التآمر لإزاحة امير المؤمنين{ع} من الحكم.!! كونه نابع من عقيدتهم فاصبح ممارسة في سياستهم ومواقفهم . زرعه جدهم الطليق أبو سفيان ثم ولده معاوية وابناءه واحفاده وانصارهم الى اليوم ولم يغير موقف النبي محمد {ص} موقفهم يوم فتح مكة . لذلك من المستحيل تغيير حال الحاقد بسبب الاحسان وفعل الخير للحاقد.
في هذه الصراعات غالبا ما يكون الضحية بريء الا انه يختلف في رؤاه عن الظالم . ولو سالته عن عقيدته فانه يملك الدليل والمعتقد. وهذا ما اكتوت به امة محمد{ص} بسبب الحكام والسلاطين الذين يوسعون الشق والعداوة بين الامة الاسلامية حتى وصلت الحال ان يقول احدهم: ان اليهود اقرب الينا من الشيعة.. مخالفا كتاب الله:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا } فهو يتحالف مع المشرك ويتقرب لليهودي لا لسبب الا لأنه يختلف معك في تحديد من هو الامام الحق.
*** الاية تبين حالة الظلم الذي وصل بالطغاة ان يقتل الانسان اخاه الانسان ظلما كونه يختلف معه بالعقيدة .. يقول تعالى «قتل أصحاب الأخدود* النار ذات الوقود* إذ هم عليها قعود* وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود»{كل هذا القسم الالهي بمخلوقاته } قتل اصحاب الاخدود لا لذنب الا كونهم مؤمنين بالله فعاقبوهم بالقتل والحرق ليفتنوهم عن الايمان بعقيدتهم. فمن هم اصحاب الاخدود وما هي قصتهم .؟. **خلاصة القصة؛ كان هناك ملك له ساحر، لما كبر الساحر طلب من الملك أن يرسل له صبيًا يعلمه السحر، فبعث له غلامًا، وفي الطريق مرالغلام براهب جلس عنده سمع منه فأعجب بكلامه ،فصار يتردد عليه كلّما ذهب للساحر في يوم من الايام .حدث مشهد مهيب استغله الغلام، جاءت دابة وقطعت الطريق على الناس ، فأخذ حجرًا وقال: “اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة”، فرماها فقتلها ومضى الناس، فحكى الغلام الواقعة للراهب فقال له:بني، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى... ثم تطور عمل الغلام بأيمانه فأصبح يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس، كان صديق للملك أعمى، فسمع بأمر الغلام فأتاه فآمن بالله وشفاه الله. فسأله الملك من رد عليك بصرك فأخبره بأمر الغلام. فالقى القبض على الغلام واخذ يعذبه ليرجع عن دينه، وارسل على الراهب معلمه وشق رأسه بالمنشار. وحاول قتل الغلام ، في كل مرة يهلك جنود الملك ويعود الغلام سالمًا، فقال للملك: اتريد قتلي .؟ قال نعم .. قال له : اجمع الناس واصلبني على جذع نخلة وتأخذ سهم من كنانتي وتقول بسم الله رب الغلام ثم ارمني. فاني اخبرت ان هذا الفعل فيه مماتي.. ولكنه قالها لاحياء الامة .. وهكذا يضحي الاولياء لإنقاذ الامة من نومتها.
ففعل الملك، ومات الغلام؛ فهتف الناس “آمنا برب الغلام”! فأمر الملك بحفر الأخاديد لكل من لم يرجع عن دينه ليُلقى فيها، ففعل الجنود حتى جاءت امرأة معها طفلها فتقاعست، فقال الصغير: “يا أماه اصبري فإنك على الحق”، فثبتها الله ولحقت بإخوانها في نار الأخدود.
**(اختلاف الادوار للسحر على عقول الناس):“لكل ملك يمتهن الظلم له ساحر” ليس السحرلا المتعارف عليه .. بل يحتاج الى من يسلب عقول الناس بالأعلام او بالحديث الكاذب ..او بالقناة الفضائية المهم عنده سلب عقول الجماهير حتى يعيشوا في حالة من التيه والضياع، تجعلهم شبه موتى يُسبِّحون بنعمة جلادهم. نعم يختلف كل ساحر باختلاف الزمن؛ فهناك الساحر الحرفي كسحرة فرعون، او وعاظ السلطان الذين يدلسون على الناس دينهم بتحريف ما أنزل الله، حتى وصل الأمر بتحليل سفك الدماء وانتهاك الحرمات في سبيل تثبيت حكم الظلمة. وهناك ساحر الإعلامي الذي بلغ من الوقاحة وقلة الضمير أن يحدث الناس عن الرخاء والإنجازات وهم يعيشون في بؤس ويصورونه الزمن الجميل .. وهذا سمعنا به من وعاظ السلاطين من السلطة الراشدة، والاموية والعباسية والمماليك والعثمانيين. فانت لا تستطيع ان تدافع عن مذهبك وعن الحق والعدل .. الا أن تهزم سحر الساحر الذي يحرك عقول الناس.
العبرة من شرح الآية وذكر القصة : الاية الكريمة تبين وعي الغلام بأهمية تثقيف الجماهير بعقيدتهم حتى لا يبقوا على الظلالة .وأنه مكلف بتوصيل الحق لهم فكان في آخر لحظات حياته يفكر بطريقه يوقظ بها وعيهم، فهو موقن أن الجماهير كنز استراتيجي لأي دعوة. ليسي هو فقط .. فقد تجلت هذه الفكرة أيضًا في مواقف أخرى، استخدمها سيدنا موسى{ع}حين طلب من فرعون حشر الناس ضحى، وكذلك قوم سيدنا إبراهيم{ع} عندما جمعوا الناس ليشهدا عذابه.لان كلمة العدل والحق لا بد ان تكون واضحة بينه.. وقد عملها رسول الله{ص} في فدك حين بلغ بولاية امير المؤمنين {ع} فقال" من كنت مولاه فهذا علي مولاه " الخ.
فكان يوم قتل الغلام مشهد مهيب، كونه يمثل يوم إيمان الجماهير بعقيدة الغلام الحقة ،بدليل طار منه عقل الملك فأمر بحفر الأخاديد، خوفا ان ينتشر الايمان بين الناس.. وفي كل زمان حين يتكلم اهل الحق . يقف بوجههم سحرة الكلام ووعاظ السلاطين. والشيء الحتمي ان يكون وقتها انتقام وبطش وتعذيب , وغالبا لا يزيد المؤمن إلا صلابة وثباتًا على الحق، بل الأدهى من ذلك ان الظالم يساهم في نشر الدعوة. وكما حدث مع الغلام، وكما حدث مع صحابة رسول الله{ص} في مكة برغم تعذيب قريش للمسلمين أشد العذاب، كانت الدعوة تنتشر وتغزو كل بيوت قريش، فالصبر والثبات من أساسيات نجاح أي دعوة. ولا ننسى ان نذكر المؤمنين بالقضية الحسينية وما تحملوه من ظلم الطغاة . واثبتوا صلابة وعقيدة بأمامهم الحسين بن علي (ع) وموقفه على الحق.
** لنلقي نظرة على موقفنا من الظالمين في هذا الزمان" كتب احد الكتاب الالمان موضوعا مهما حول موقفنا مع الظالم في كثير من الحالات .كتب يقول: في ألمانيا عندما اعتقلوا الشيوعيين لم أُبالِ لأنني لستُ شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أُبالِ لأنني لستُ يهودياً، ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية لم أُبالِ لأنني لم أكن منهم، بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك لم أُبالِ لأنني بروتستنتي! وعندما اعتقلوني لم يكن يبق أحد يدافع عني»! حين نقرأ لهذا الكاتب نتذكر ما يحدث في بلادنا بين التيار الإسلامي والتيار الليبرالي بشأن موضوع الاعتقالات، تقول كل الحركات بمبدأ الحرية ولكن تجد الليبرالي لا ينبس ببنت شفة إذا شنت أي حكومة حملة اعتقالات ضد الإسلاميين، بل يجد في الأمر فرصة للتشفي والانتقام، ثم ان الحكومة خلصته من خصومه ولا يهمه إن كان هذا الخلاص ظلماً أم عدلاً!. .والأمر نفسه يحصل في التيار الإسلامي، عندما تعتقل حكومة ما بعض الليبراليين لا تسمع لهذا التيار صوتاً، بل يعيش نشوة النصر، ويردد: اللهم سلط الظالمين على الظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين!.
ثم قد تكون خطبة الجمعة عن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، ولكن الخطيب لا يدافع عن إنسان محبوس ظلماً لانه خصمه الفكري!{{ المبادئ لا تتجزأ يا سادة، فإما أن نكون مع المظلوم أياً كان فكره وعقيدته ورأيه أو نحن مع الظالم}}! الظلم الذي يطال فرداً أو جماعة في المجتمع يضع مبادئ وقيم البقية على المحك، فإما أن تقف ضد الظلم . او تقف مع الظالم لا طريق ثالث في القضية، اللهم إلا من أنكر بقلبه وذلك أضعف الإيمان! طبعاً أمن حق الناس الخوف على انفسهم .
ولكن مربط الفرس ليس هنا، مربط الفرس في الإنسان القادر على أن يقول لا ولكنه لا يقولها إلا حين يقع الظلم عليه أو على ابناء جلدته ، هذه الانتقائية مقيتة تخدش القيم ولمبادئ وترسخ للظلم والقهر!
في قصة اصحاب الاخدود حدثت قضية تشابه ما اتحدث عنه . القصة تقول ان هناك امراة كانت تحمل طفلا في يديها . فلما رات المؤمنين يرمون في الاخدود رق قلبها لطفلها . **ــــــ : في حديث الاطفال عبرة مهمة نذكرها للفائدة .جاء في صحيح مسلم في قصة أصحاب الأخدود صبيًا يرضع تقاعست أمه عن الوقوع في النار كانت ترى ان ابنها لا يفيد قضية الايمان فقال لها: يا أُمَّه اصبري فإنك على الحق، وفي حديث البيهقي أن منهم صبيًا لماشطة لامرأة فرعون أو بنته، لما سَقَطَ مشطها من يديها قالت بسم الله ، فأمر فرعون بإلقائها في النار، فقال رضيعها: قَعي ولا تَقَاعسي فإنا على الحق. وقيل: ومنهم شاهد يوسف الذي برَّأه من تُهمة زُلَيْخَا، ومنهم أيضًا يحيى بن زكريا ـ عليهما السلام ـ فالمجموع تكلَّموا في مرحلة المَهْد، انظر لكتاب حياة الحيوان ج 1 ص 70).
تمثل كلمات هذا الطفل الصغير رسالة لكل أم في كل زمان ومكان تخشى على فلذات كبدها من مواجهة الظالمين. يا أمّاه اصبري، فهو نداء لكل أم معتقل، مجاهد، شهيد، مطارد، يا أمّاه اصبري! فنحن قدر الله على الأرض، خلقنا لنواجه ونغيّر؛ فاصبري يا أماه فإنك على الحق. فالصبر على الحق من اعظم القربان والعبادة .. المفسرون اليوم كلما يمرون بتفسير سورة البروج يشيرون الى الطفل الذي كلم امه وثبت على الحق.. هذا طفل لا يعرف النفاق ولا يدع الى جهة على حساب جهة, بل يريد مرضاة الله . وهو حجة ودليل ومعجزة من المعاجز .. فلما سمعت من ابنها ذلك قذفت نفسها في النار، فجعلها الله و ابنها في الجنة، و قذف ذلك اليوم في النار سبعة و سبعون مؤمنا .وقيل ثمانية وسبعون. بعدد اصحاب الحسين {ع} الذين صفهم للحرب صباح يوم العاشر من محرم .
** قال ابن عباس: من أبى وتراجع أن يقع في النار ضرب بالسياط ويدفعه الجنود , فكانوا يرون انفسهم ان ارواحهم تزف الى الجنة قبل أن تصل أجسامهم إلى النار ( بحار الانوار14 /444) .وَ قد تنبأ الإمام أمير المؤمنين {ع}بما سيجري على حُجْر بن عدي و أصحابه الذين قتلهم معاوية بن أبي سفيان صبراً و شَبَّههم الامام بالمقتولين صبراً في قصة أصحاب الأخدود،
***عَنْ عبدُ الله بن رَزِينٌ قالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّا{ع} يَقُولُ: "يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، سَيُقْتَلُ مِنْكُمْ سَبْعَةُ نَفَرٍ بِعَذْرَاءَ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ " فَقُتِلَ حُجْرٌ وَ أَصْحَابُهُ. كان حجر من فضلاء صحابة رسول الله{ص} كتب عنه الامويون انه لم يكن صحابيا .. تصور حقد وعاظ السلاطين وسحرة الفراعنة في كل عصر .. نقول ان حجر كان رجلاً شريفاً شجاعاً أمَّاراً بالمعروف ،وهو أحد أعلام الشيعة الموالين للامام أمير المؤمنين{ع}ولأهل البيت{ع}وأحد أبرز الشهداء بذل روحه الطاهرة من أجل الولاء لامير المؤمنين{ع} قال الشيخ الطوسي رحمه الله: "حجر بن عدي الكندي كان من الأبدال.
***ـــ من هم الابدال وكم عددهم؟:الأبدال أصلهم في حديث الصادق(ع) : قال لابد للغلام من غيبة ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة وهم الابدال. فهم ثلاثون مؤمناً يلتقي بهم الإمام(ع) في غيبته .يعيشون أعمارهم الطبيعية ، وكلما مات منهم واحد اُستُبدِلَ بغيره ، ولذلك يُسمون الأبدال .فأصحاب الإمام صلوات الله عليه مرة يكون المقصود بهم أصحابه الآن في غيبته الكبرى هؤلاء هم الابدال .هم أصحابه الآن، مع الخضر وربما آخرين أيضاً ، هؤلاء ما ورد عندنا فيهم صفات معينة ،أما بعد ظهوره فله أصحابه الخاصّون الذين يجمعهم الله له من أقاصي الأرض في ليلة واحدة .. وهم ثلاث مئة وثلاثة عشر كما ورد في الاحاديث، هؤلاء قمة الإنسانية ونخبة العالم، وهؤلاء وزراؤه وأولياؤه، وقادة جيشه ، وفيهم مميزات غير عادية. ويظهر أن كل واحد منهم عنده الاسم الأعظم، هؤلاء أنصار المقربون ثم يختار له أنصاراً، في مكة يختار منها عشرة الاف، وفي المدينة، ثم في العراق إذن أصحابه وأنصاره ودائرتهم كبيرة جدا تتوسع بمن ينظم لجيش الامام ,هذا بعد ظهوره (ع) .ولنتكلم عن الأبدال أقلهم ثلاثون فردا يلتقون بالإمام (ع) ويقومون بمهام يوكلها إليهم في أقاصي الأرض ، ولا يحتاجون في تنقلهم إلى وسائلنا العادية لا جواز سفر ، ولا تذكرة ، ولا طائرة ، عندهم وسائلهم التي يعلمهم إيّاها الإمام (ع) في تنقلاتهم وأداء أدوارهم ، وممكن أن يكون الواحد منهم يُشَغِّل معه آخرين . وقد سمّوا الأبدال لأن اعمارهم طبيعية ، وكلما توفي منهم أحد يستبدل به غيره ، ويبقى العدد محفوظاً، وعندما ينضم أحدهم إلى الأبدال يأخذه من هو اقدم منه في خدمة الامام المهدي {عج} . فهؤلاء نعرف افعالهم ولا نعرفهم انهم الابدال .. يذكر القران الكريم قصة : يبين القران ان ليس مهما ان تركز على اسم الفاعل ولا وصفه ولا في أي زمان واي مكان , هذا غير مهم , لكن الأهم أن نرى أثر فعله المخلّد إلى يوم القيامة. غلام يذكّرنا بالرجل الذي جاء يسعى من أقصى المدينة ليخاطب قومه ليتّبعوا المرسلين، وأخذ يدعوهم حسب القصة المذكورة في سورة يس. يذكّرنا أيضًا بمؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه، وغيرهما من الشخصيات العظيمة المؤثرة التي لا نعرف عنهم سوى مواقفهم. فالغاية الأساسية هي العمل لأجل الحق لينتصر ويرتفع، لا لنصر شخصي محدود. وهذا الطفل عده الله من اصحاب الاخدود .بسبب الصبر.
والحسين يخاطب اهل بيته واصحابه يوم العاشر : صبرا ال بيتي صبرا . لن تروا هوانا بعد هذا اليوم ابدا. وجاءته اخته زينب بولده الرضيع . وحين رمي ولده بسهم نزعنه منه وقال:" الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى" ولكن قلبه كان يقطر دما لاجل طفله الرضيع وقد عبر احد الشعراء.. شيعتي مهما شربتم ماء عذب فاذكروني ** أوسمعتم بغريب او شهيد فانذبون..فأنا السبط الذي من غير جرم قتلوني ** و بجرد الخيل بعد القتل عمدا سحقوني.. ليتكم في يوم عاشورا جميعا تنظروني ** كيف استسقي لطفلي فابوا ان يرحموني .. رجع به الى عمته زينب ..
تكله حسين الطفل عني دغطيه.. انا مالي كلب يحسين اصد ليه .. اشوفه ذبيح وماد رجليه.. انا خفت من العطش لن يلحك عليه.. هذا الخفت منه طحت بيه.. ثمّ اخذته امه وضعته في حجرها ... يبني يعبد الله على فركاك .. صبري فنه ودرن ثداياك.. يا دين كلي لحرملة وياك.. نيشن عليك بسهم ورداك.. يبني التسر كلبي بشرته .. كسر خاطري مذبوح شفته ..شنهو الذنب يبني العملته.. عطشان ولسانك بلعته.. والماي حاضر ما شربته.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
14/5/2022