السيد هاشم الموسوي المعروف بالحداد من أفذاذ العرفاء الذين عرفهم هذا العصر. 

نسبه

هو السيد هاشم بن السيد قاسم بن السيد حسن بن السيد داود , وينتهي نسبه الطاهر , إلى السيد إبراهيم المجاب , أخ الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا.

ولادته:

ولد السيد هاشم في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1316 هــ ,ترعرع في جو مليئ بالعشق الولائي لآل البيت عليهم السلام ,لا سيما سيد الشهداء عليه السلام, وبالعفة الطهارة , والعبادة , والورع .

والده:

کان والده السید قاسم مقيما في کربلاء و کان جده من الهند.

قضی السيد مرحلة الطفولة والمراهقة في کربلاء ودرسَ في حوزتها العلمیة. بعد إكمال دروس المقدمات ذهب إلی مدینة النجف و سکن في مدرسة "هندي".

مهنته

کان يمتهن صنع النعل في کربلاء ولذلك سمي بالحداد. توفي في کربلاء سنة 1404 هـ ومقبرته في وادي الصفا الواقع في هذه المدينة. ذاق السيد مرارة الفقر في حياته  ومع ذلك لم ینهر الفقرا والمساکین ولم يرجع منه فقير خائبا.

حياته

کان عارفا جلیلا مواظبا علی العبادة وکان یُمضي ساعات طویلة من اللیل في الصلاة والتهجد و کان یقرأ في الصلاة سورا طویلة عادةً و کان سجوده طویلاً أیضاً و کان یقرأ القرآن بصوت شجيّ متأملا في معانی الأيات الشريفة.

کان السيد هاشم من تلاميذ العارف الفذ السید القاضي (ره) وقد مثل بين يدي هذا الأستاذ الجليل مدة ثمان وعشرين سنة. وربّی السيد هاشم بدوره تلامیذ مشهورین کالسيد مصطفی الخمیني، الشهید السعید دستغیب، السید عبد الکریم الکشمیري، الشیخ مرتضی المطهری، والعلامة الطهراني الذی کتب کتاب "الروح المجرد" عن سيرة السید الحداد.

 جاء في كتاب نظرات المفسرين حول القرآن الكريم في عشرين مجلداً لآية الله الخطيب الشيخ محمد الطهراني الدماوندي حفظه الله:  " كنت في بعض الأحيان أرى السيد الحداد رحمه الله يمشي حافياً على قدميه متوجهاً لزيارة الأماكن المقدسة في كربلاء والنجف الأشرف . وفي مرة رأيته يمشي حافياً قاصداً مسجد السهلة، وكان حنك عمامته مُسدلاً، وهو في حالة وقار وخضوع وخشوع كامل وكأنه شخص عادي يمشي على مثل هذا الهيئة وكان وراءه رجال يتبعونه فأخذتني الدهشة الرهيبة من ذلك المنظر العجيب الذي لم أرَ عالماً من علمائنا في النجف الأشرف كان بمثل هذه السكينة، لأن علماءَنا على ظاهرة الحياة الإجتماعية هم أهل الرسميات ويراعون الظواهر الاعتبارية، ولكن السيد كان خلاف ذلك من التواضع الكامل والمشي بوقار، بحيث إن الناظر إليه يظنُّهُ رجلاً عادياً".

سفره

عندما سافر السيد إلی إیران زار الشیخ المطهري في لقاء خاص معه و تکلما عدة ساعات وفي لقاء آخر طلب الشیخ مطهري منه أن يتحفه بنصائح أخلاقية.

وبعد أیام سافر الشهید المطهري إلی کربلاء و التقی بالسید. قال الشهید المطهري عن هذا اللقاء: سألني الأستاذ کیف تصلي؟ قلت له: أصلي مع الاهتمام بمعاني الکلمات. قال: من الآن صل بحضور القلب متوجها إلی الله ولاتفرط في الاهتمام بمعاني الألفاظ.

وقد کان الشیخ المطهري محبوبا عند السید و عندما بلغه خبر  استشهاده تأوه بأسی وحزن کثیرا...

كان‌ السيّد هاشم‌ الحدّاد يقول‌: أعجبُ لتلك‌ الجماعة‌ من‌ السالكين‌ الذين‌ يريدون‌ المكاشفة‌! فليفتحوا أعينهم‌، فهذا العالم‌ كلّه‌ مكاشفات‌.

تعليقات