الشهيد السيّد أسد الله ابن السيّد مير علي المدني، وعُرف بعد استشهاده بشهيد المحراب الثاني.

ولادته  
ولد عام 1323ﻫ بمدينة آذرشهر التابعة لمحافظة آذربيجان الشرقية في إيران.

دراسته وتدريسه
بدأ بدراسة العلوم الدينية في قم المقدّسة، ثمّ سافر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية، واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من العلماء، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.

من أساتذته
السيّد أبو الحسن الإصفهاني، السيّد محسن الحكيم، السيّد محمّد الحجّة الكوهكمري، السيّد محمّد تقي الخونساري، السيّد عبد الهادي الشيرازي، السيّد أبو القاسم الخوئي، الإمام الخميني.

من تلامذته
السيّد محمّد تقي التبريزي، السيّد محمود الدهسرخي، الشيخ محمّد باقر المحمودي، السيّد علي السيّد عباس الميلاني.

من أقوال العلماء فيه
قال الشيخ محمّد هادي الأميني(قدس سره) في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: «عالم فاضل، من أساتذة الفقه والأُصول، مجتهد واعظ متكلّم».

من صفاته وأخلاقه
كان(قدس سره) إنساناً ورعاً زاهداً لم تنسه المناصب والمقامات يوماً الزهد وبساطة العيش، فالحياة البسيطة غير المتكلّفة كانت من سمات هذا العالم الربّاني، وإذا دُعي إلى مكان كان يشترط أوّلاً ألّا تُوضع في السفرة ألوان الطعام، وإذا جاءوا بأكثر من نوع من الطبيخ اعترض عليهم، وكان هو يُطعم الضيف من طعامه البسيط الذي اعتاد على أكله، كان يُراعي زيّ العلماء بكلّ معنى الكلمة، ويُحارب حياة البذخ علناً وعملاً.

حياته البسيطة وتقواه كانت من خصاله المعروفة التي يتحدّث بها العامّة والخاصّة، كان يعيش كأفقر الناس في وقت هو فيه أمين أموال الناس، حيث تأتيه الأموال الشرعية من المدن الكبرى في إيران، إلّا أنّه لم يكن ليمدّ يده إليها أبداً.

عندما كان يقول له أصدقاؤه: إنّ لك حقّاً في الانتفاع بهذه الأموال، فلماذا لا تنتفع بها؟ يُجيب: أشهد الله أنّي لم استعملها إلى الآن ولن استعملها إلّا في حال الاضطرار.

نشاطه السياسي 
كان أوّل نشاط له هو مواجهته للبهائية في مدينة آذرشهر، ثمّ أخذ يُحارب مظاهر الطاغوتية والاستبداد، وفي عهد عبد الكريم قاسم ـ حاكم العراق آنذاك ـ خرج السيّد المدني يرتدي الكفن بين الناس ليتمكّن من تحريك أهالي الكاظمية وبغداد والنجف، لأنّ الحكومة العراقية كانت تُواجه الإسلام من خلال نشرها للفكر الماركسي.

وهو أوّل مَن لبّى نداء الإمام الخميني، إذ عطّل دروسه وأقام مجالس الخطابة للكشف عن الوجه الكريه للنظام البهلوي، فكان رفيق الإمام ونصيره الذي وقف يُحارب الظلم والظالمين إلى جانبه.

بعد انتصار الثورة الإسلامية 
كان(قدس سره) في زمرة مَن اصطفّ لمواجهة عملاء الاستكبار وعناصره كجندي مستعدّ ومحارب مقدام يُسارع إلى أيّ خندق يتطلّب وجوده وفداءه بإشارة من الإمام الخميني.

وانتخب في انتخابات مجلس خبراء الدستور نائباً عن مدينة همدان، ثمّ عيّنه الإمام الخميني إماماً للجمعة فيها بصلاحيات مطلقة إبان اختلال الأوضاع هناك.

وعندما بدأ الأُصوليون والقوميون والمنافقون مؤمراتهم لإفناء الثورة وتحريفها، أخذ السيّد المدني في الكشف عن طبيعة الليبراليين والمنافقين ومواجهتهم، فكان البيان المشترك للعلماء وموقفهم الصريح والحاكم قبال هذه الحركة الزاحفة، دور فاعل في رفع الستار عن وجه هذا التيار الغامض المخادع الخطر.

وكان للسيّد المدني دور فاعل في تعزيز معنويات جند الإسلام في الحرب المفروضة، إذ كان يذهب بنفسه إلى جبهات القتال ليكون إلى جانب المقاتلين، ويُشاركهم في أدعيتهم ومجالسهم تشجيعاً لهم على مواصلة حربهم المقدّسة ضدّ الاستكبار العالمي حتّى النصر النهائي.

من نشاطاته
1ـ أسّس مدرسة دينية في قرية درّه مراد بيك.

2ـ أسّس حسينية في قرية درّه مراد بيك.

3ـ أسّس صندوق القرض الحسنة في مدينة قصر شيرين.

4ـ أسّس مدرسة في مدينة همدان.

5ـ أسّس المؤسّسة المهدية.

من مناصبه
ممثّل مدينة همدان في مجلس الخبراء، ممثّل ولي الفقيه في تبريز، إمام جمعة تبريز.

استشهاده
استُشهد(قدس سره) في الثاني عشر من ذي القعدة 1401ﻫ على يد زمرة المنافقين، وهو في محراب صلاة الجمعة بمدينة تبريز، ونُقل إلى قم المقدّسة، ودُفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام).

بيان الإمام الخميني(قدس سره) بمناسبة استشهاده
«باستشهاد رجل آخر من ذرّية رسول الله وأحد أبناء الشهيد العظيم أمير المؤمنين في الروح والجسد تثبت جريمة المنحرفين والمنافقين.

السيّد الكبير والعالم العادل الجليل، وأُستاذ الأخلاق والمعنويات، حجّة الإسلام والمسلمين، الشهيد العظيم المرحوم الحاج أسد الله المدني (رضوان الله عليه) استُشهد كجدّه العظيم في محراب العبادة بيد منافق شقي…».

ـــــــــــــــــــــــ

1ـ اُنظر: معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 407 رقم1731.
بقلم: محمد أمين نجف

تعليقات