س/ ما حكم التخيل الجنسي عند الشيعة؟
ج/ يتحفّظ بعض علماء المسلمين على التخيّل الجنسي في ذاته. والمقصود منه أنّ يتخيّل الرجل أو المرأة مشهداً جنسيّاً من صنع قوّة الخيال، ويشعر بالتلذّذ أو الأنس بهذا التخيّل أو ربما لا يشعر بأيّ شيء، لكنّه لا يترتب أو يُصاحب هذا التخيّل أيّ محرّم، فليس هناك نظرٌ محرّمٌ لمن لا يجوز النظر إليه، ولا يترتب على التخيّل الوقوع في الحرام لاحقاً مثل الزنا أو النظر أو نحوهما.
لكنّ فقهاء آخرين يرون أنّه لا دليل على تحريم التخيّل الجنسي في حدّ نفسه، مثل ما يظهر من بعض فتاوى السيد الخوئي، والسيد الگلپايگاني، والسيّد محمّد سعيد الحكيم، والسيّد علي السيستاني، والشيخ جواد التبريزي، وغيرهم. وكذلك بعض علماء أهل السنّة ومجامعهم الفقهيّة. فيما احتاط وجوباً بعضٌ مثل السيد علي الخامنئي في بعض استفتاءاته.
والذي توصّلتُ إليه هو أنّه لا دليل على تحريم التخيّل الجنسي مطلقاً، ما لم يصاحبه محرّم أو يستلزم حراماً، بلا فرق بين كون الطرف الآخر المتخيَّل معروفاً للمتخيِّل أو لا، وإن كان مقتضى بعض الإشارات في بعض النصوص قد يوحي ولو إيحاءً ضعيفاً بمرجوحيّة تخيّل من يعرفها. وهذا كلّه بصرف النظر عن مسألةٍ فقهيّة أخرى، وهي أن يقارب الرجل زوجته بنيّة أو بشعور أنّها امرأة أخرى.
حيدر حب الله