تاريخ الحديث في الاسلام

 علم الحديث

في الاسلام

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

                                       2023 البصرة

تاريخ الحديث في الاسلام


 ذكرت المصادر أنَّ التاريخ الرسمي لمنع الحديث النبوي بدأ من أيام حكم أبي بكر، وعمر ،وعثمان، حيث امر هؤلاء الخلفاء بمنع الحديث وقاموا بإحراق الكتب التي حوت أحاديث رسول الله{ص} وهناك كلمة شهيرة لعمر(حَسْبُنا کتابَ الله).بسبب هذا المنع ضاعت كثير من الأحاديث فقد ذكرت الروايات أنَّ أبا بكر أحرق صحيف جمعها من المسلمين فيها (500) حديث..


" كثرة الأحاديث الموضوعة ": قال الشيخ محمود أبو رية عن منع تدوين الحديث: اتسعت أبواب الرواية، وفاضت أنهار الوضع بغير قيد، حتى بلغ ما روي من الأحاديث الموضوعة عشرات الألوف، لا يزال أكثرها موجودا في تضاعيف المصادر والكتب المنتشرة بين المسلمين .. واشهرها:.


"انتشار الإسرائيليّات " ذكر المؤرخون أنه عندما قام الحُكّام بعد رحيل النبي [ص] بمنع تدوين الحديث قاموا بالمقابل بفتح باب الأحاديث الإسرائيليّة، ذلك بالسماح لأمثال تميم الداري الراهب النصراني، وكعب الأحبار اليهودي، أن ينشروا الأحاديث الإسرائيليّة بين المسلمين، وقد خصّص عمر بن الخطاب لتميم الداري ساعة في كل أسبوع يتحدث فيها قبل صلاة الجمعة في مسجد الرسول{ص} وجعلها عثمان بن عفان على عهده ساعتين أما كعب أحبار اليهود، فكان كل من عمر وعثمان ومعاوية يسألونه عن مبدأ الخلق، وقضايا المعاد، وتفسير القرآن إلى غير ذلك ..


"الفرق بين الرواية والحديث" الرواية هي سلسلة من الأحداث بسرد نثري   يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة.. مثلا جاء في فضل الخليفة الاول ــ  قصة ذكرها محب الدين الطبري بدون إسناد ،هذا نص كلامه :(ما أخبرت زوجة ابي بكر, وأنه كان يشم منه رائحة كبد مشويّ: ذكر الطبري أن عمر بن الخطاب أتى إلى زوجة أبي بكر بعد موته فسألها عن أعمال أبي بكر في بيته ما كان يصنع فأخبرته بقيامه في الليل واعمال ليلة الجمعة يتوضأ ويصلي ثم يجلس مستقبلا القبلة رأسه على ركبتيه, فإذا كان وقت السحر رفع رأسه فيشم في البيت روائح كبد مشوي, فبكى عمر وقال: أنى لابن الخطاب بكبد مشوي, خرجه الملاء في سيرته .الرياض النضرة في مناقب العشرة (1/ 195) واخرجها اليافعي في كتابه ( مرآة الجنان ) وما جاء أنه كان إذا تنفس يشم منه رائحة الكبد المشوية. ) ومصادر اخرى.. هذه رواية .


" تحريف الدين" بعدما مُنع كتابة الحديث، حصل تحريف في الدين وتغيرت ثقافة المسلمين حتى روي عن الحسن البصري انه قال: لو خرج عليكم أصحاب الرسول ما عرفوا منكم إلاّ قبلتكم وحينما صلّى عمران بن الحصين خلف عليّ {ع} قال: لقد صلّى صلاة محمد، وذكرني بصلاة محمد {ص}


 ما هو الفرق بين الرواية والدراية في علم الحديث؟ : الحديث هو المنقول عن لسان النبي {ص} وعندنا ما نقل من قول الائمة المعصومين {ع} اما التقرير يعني ان يرى النبي {ص} عملا يقوم به الصحابي ويسكت عنه .أي اقره.


"جهل الأمة لدينها "  نتج عن سياسة المنع عن الحديث، وعن كتابته أن لم يبق من الدين إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه، روي عن الإمام مالك، أنّه قال: ما أعرف شيئا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة.


واصبح الناس في جهل وتخبط رغم وجود القران . ففي بداية القرن الثاني الهجري قام عمر بن عبد العزيز بعد توليه للحكم برفع الحظر عن تدوين الحديث، وبسبب المنع دخلت كثير من الاسرائيليات، والأحاديث الموضوعة، في الأحاديث النبوية في مختلف المجالات الفقهية والعقدية، وغيرها.


"تعريف التدوين والحديث " الحديث: مأخوذ من الحدث وعُرِّف الحدث في اللغة بأنَّه أصل واحد وهو كون الشيء لم يكن، يُقال: حدث أمر بعد أن لم يكن،  وأما تعريفه اصطلاحاً: فقد اختلف بين الشيعة وأهل السنة: يقول الشيعة: هو ما جاء عن المعصوم ابتداء بالنبي {ص} او الائمة من اهل البيت{ع} اما الخبرهو( ما جاء عن غيرهم.. اما السنة: هو اسم من التحديث، وهو الإخبار، ثم سُمي به قولٌ أو فعل أو تقرير نُسب إلى النبي {ص}..


 "" ذهب بعض علماء السنة أنه لم يُكتب أي حديث في القرن الأول الهجري حتى نصف القرن الثاني، ولم يُكتب أي كتاب في الحديث،.. بينما يعتقد علماء الشيعة أنَّ كتابة الأحاديث كانت شائعة بين المسلمين في زمن النبي{ص}وقد شجع الصحابة على كتابة وحفظ ونشر أحاديثه. ذكرت روايات أنَّ قريشا نهت عبد الله بن عمر عن كتابة أحاديث الرسول فلما علم النبي بذلك غضب وأمر عبد الله بن عمر بكتابة كل ما يقوله .. { كنتُ أَكْتبُ كلَّ شيءٍ أسمعُهُ مِن رسولِ اللَّهِ[ص] أريدُ حفظَهُ فنَهَتني قُرَيْشٌ عن ذلِكَ وقالوا : تَكْتُبُ ورسولُ اللَّهِ [يقولُ في الغضَبِ والرِّضا] فأمسَكْتُ حتَّى ذَكَرتُ ذلِكَ لرَسولِ اللَّهِ[ص]فقالَ : اكتُب فو الَّذي نَفسي بيدِهِ ما خرجَ منهُ إلَّا حقٌّ. / عبدالله بن عمرو اخرجه ابو داود .


** موقف الخلفاء الثلاثة من كتابة الحديث {إحراق الأحاديث} لم يُقتَصَر على منعهم كتابة الحديث بل قاموا بإحراق الكتب التي دونت فيها أحاديث رسول الله [ص] روي عن عائشة أنَّ أباها أحرق (500) حديث من أحاديث النبي وأنَّ عمر بلغه أنه ظهر في أيدي الناس كتب فيها أحاديث النبي[ص] فاستنكرها وكرهها، فأمر الناس بإحضار كتبهم فأحضروها وهم يظنون أنه يريد النظر فيها، فاحرقها بالنار، ثم قال: أُمنية كأُمنية أهل الكتاب.{معنى الامنية} ما يُتمنَّى، المرء أي رغبته في تحقيق شيء أو الحصول عليه، فيكون ."حقَّق أُمْنيَّتةً" وفي علم النفس تسمى الامنية .حديث النَّفْس ومُشْتهياتُها.

تعليقات