الشيخ عبد الحافظ البغدادي
حب الدين والمذهب عقيدة تجري في الدماء, ويجب ان تكون عقيدة نقية مأخوذة من مصدري التشريع " كتاب الله واهل البيت{ع} " وبدونهما لا يجوز التعبد في دين الله مطلقا.
الذي دفعني ان اكتب هذا الرد على راي مجتهد انحرف كثيرا وتطاول ان يقول: ان الامامة ما كانت موجودة في اصول الدين , ولا توجد عصمة للأمام. انما من وضع الأصول الفكرية للشيعة بالامامة والعصمة هو الشيخ المفيد{ قدس}.
رغم علمي ان الرجل خسر احلامه التي كان يحلم بها في زعامة الشيعة بالعالم. واغتر بكا تعلمه من علوم الشيعة, وما قدمته له الجمهورية الاسلامية من فرصة اعلامية غطت العالم الاسلامي كله. انطلق مع مجموعة من العلماء يساعدونه في تقديم برنامج مطارحات مهدوية وغيرها. الا اننا لمسنا من كلامه انه بدأ يتعامل مع الدين لعقا على لسانه , مصمما ان يستغل علمه فيما يدر عليه معايشه . ولكن لا يفكر هو ولا أي مثقف ان الناس بغير علم ولا اطلاع بحيث تذهب عليهم اغراض الانحراف حتى لو كان المتكلم فقيها او مرجعا.
بعد هذه المقدمة. يقول: ان بلورة الفكر الشيعي جاء عن طريق الشيخ المفيد.{الامامة والعصمة} اذن لنرجع الى تاريخ الشيخ المفيد ونرى متى واين كانت الاطروحات التي اطلقها الفقيه المنحرف. هل هو صادق ام كاذب.؟
** الشيخ المفيد. فقيه ومحدث من علماء الشيعة الاثني عشرية. عاش بين القرن الرابع والخامس الهجري(336 هـ - 413 هـ/947 م - 1022 م) ، وقام {بتدوين أصول الفقه الشيعي وتأسيس منهج فقهي جديد}. انتهت إليه رئاسة متكلّمي الشيعة في عصره. اذن حياته الشريفة كما ذكر اعلاه. هذه الفترة كانت بعد الغيبة الكبرى للإمام المهدي{عج}.لهذا نبين{لصاحب السماحة} الآراء التي اعتمد عليها من خارج التراث الشيعي. بل اخذ ممن كتب ضد الشيعة وجاء يهرج بها ويقسم بقوله{ بيني ما بين الله!!}.
متى ظهر التشيُّع؟: بداية نقول نعم وقف جميع الخلفاء والحكام بكل امكانياتهم ليلصقوا بمذهب الشيعة أي منقصة. خاصة عمود التشيع وهو الامامة والعصمة والغيبة وغيرها. متى ظهر التشيُّع؟ هذا عنوان كتبه الدكتور محمد يسري أبو هدور باحث مصري سني حاصل على الدكتوراه في التاريخ الإسلامي والحركات السياسية والمذهبية، نشر في 4/9/2018 يقول: مسألة توقيت ظهور المذهب الشيعي من أهم المسائل إثارة للجدل والخلاف في علم الفِرَق والمذاهب, يدور بين ثلاثة أنواع من الباحثين والعلماء، {ولكل فرقة من الفرق الثلاثة هدفًا وغايةً من وجهة نظرها}, هذه كلمة انصاف من الكاتب ان من كتب عن الشيعة لم يكتبوا بنزاهة بل كانت لهم غايات واهداف لغير صالح التشيع.
راي علماء الشيعة منذ عهد كتابة التاريخ الشيعي , قبل ولادة الشيخ المفيد باكثر من قرن قالوا :أن التشيع لم يكن أمرًا طارئًا على الإسلام، وأنهم ظهروا في عصر الرسول{ص}من ذلك قول سعد بن عبد الله أبي خلف الأشعري القمي، إن «الشيعة، هي فرقة علي بن أبي طالب{ع}، المسمون شيعة علي في زمان النبي{ص} معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود الكندي وسلمان الفارسي وأبو جندب بن جنادة الغفاري وعمار بن ياسر وغيره ممن وافقت مودته عندهم ، وهم أول من تشيَّع من هذه الأمة». يتبع ذلك النهج عدد من أعلام الشيعة المعاصرين. منهم الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء الذي جاء في كتابه «أصل الشيعة وأصولها» أن «أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام صاحب الشريعة الإسلامية محمد{ص}.هذا الرأي يخص الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين الذين سعوا إلى «تأصيل» التشيع في الأصول الإسلامية، كالقرآن والسنة، والنظر إلى المذهب باعتباره متزامنًا في نشأته مع ظهور الإسلام نفسه.
ولا اريد ان اطيل بمواضيع الحروب التي خاضها الامام ونصره شيعته على اعداءه منث الجمل وصفين والنهروان , حيث اخذ التشيع منحى حركي كما حدث عام 2014 حين تعرض المذهب للخطر. ظهرت فتوى دعت الشيعة للدفاع عن عقيدتهم ودماءهم , وهذه مسالة طبيعية .
وأذكر السيد المنحرف بقول ابن النديم: انه يرى أن الشيعة لم يظهروا إلا وقت معركة الجمل في سنة 35 هجرية/655 ميلادية، وأنهم لم يكونوا موجودين {على مسرح الأحداث قبيل هذا الوقت}.هذا اعتراف ان الشيعة لم يقاتلوا الا حينما دعاهم الامام {ع} للقتال. كما دعا اهالي ذي قار والبصرة وغيرها. اختصارا للموضوع. من اين اخذ {الفقيه المنحرف} رايه بتأسيس الشيعة وعقائدهم من خلال الشيخ المفيد ..؟ وهناك راي لإخواننا السنة , يفيد في صحة راينا وعدم دقة وصواب راي الفقيه المنحرف . يرى ابن حزم أن أول ظهور للشيعة كان في {أواخر عصر الخليفة الثالث عثمان}. يقول في كتابه «الفصل في الأهواء والملل والنحل»: بقي اثني عشر عامًا حتى مات، وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض». لو صح ذلك يعني الروافض موجودين سنة 35 هجرية.. فتأمل .
حاول عدد من علماء السنة أن ينسبوا أصول التشيع الأولى إلى «عبد الله بن سبأ» إذ كان يهوديًّا ، ثم أسلم وحاول أن يثير الفتن بين المسلمين، لنجد أن عددًا من الروايات التاريخية تُحمِّله المسؤولية باشتعال ثورة الأمصار ضد عثمان بن عفان. هناك من يرى أن ابن سبأ أول من دعا إلى الغلو في شخصية علي بن أبي طالب{ع}،وهو من نشر عقيدة الرُّجعة والوصية والعصمة بذلك فهو، المؤسس الفعلي للمذهب الشيعي. وهذا بالضبط, اعتمد عليه الفقيه الشيعي المنحرف وربما يتبنى بعد فترة افكار ابن تيمية . التي تقارن بين الشيعة واليهود، برايه انهم يستحقون كونهم لم يبايعونه بالزعامة الشيعية.
راي المستشرقين الاجانب:. هناك عدد من المستشرقين، المتاخرين في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، اعتقدوا أن التشيع يختلف في جوهره عن الإسلام التقليدي، منهم المجري «إيغناس غولدتسيهر» في كتابه «العقيدة والشريعة في الإسلام» إلى القول إن «الشيعة على وجه الدقة، المنطقة التي نبتت فيها جراثيم السخافات التي حللت وقضت على نظرية الألوهية في الإسلام»... وفي تقديري ان كلامه تجاه التشيع يبين النزعة العدوانية لمذهب ال البيت{ع} الذي حافظ على جوهر الروايات التي صدرت من النبي محمد{ص} واهل البيت{ع}.. وهناك من المستشرقين الذين اعتقدوا بالأصول الفارسية للتشيع، الهولندي «رينهارت دوزي»، في كتابه «ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام»، عندما أكد الربط بين المذهب الشيعي وبلاد الفرس حيث التقت أخلاط من المذاهب المختلفة وفي نهاية كلامه ينحدر الى السقوط في وحل الثقافة التاريخية حين يقول:{دوزي} أن إقبال الفرس على الدين الإسلامي بعد الفتح العربي لإيران، كان سببًا من أسباب ظهور المذهب الشيعي الفارسي.
واتوقع مستقبلا ان يعلن الفقيه المنحرف ان اصل التشيع فارسي . كما ذكره رينهارت دوزي .. وذكره صدام حسين .. وسيذكره السيد الفقيه المنحرف.
17/6/2023