ردا على الاستاذ فاضل السامرائي
علاقة أهل البيت [ع] بالكتاب المكنون
﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ صدق الله العلي العظيم.
انا من المتابعين للحلقات التي يقدمها الاستاذ الدكتور فاضل السامرائي من عدة فضائيات خليجية . كنت اتمنى ان يتخلص هذا الاستاذ من النفس الطائفي ويقول الحق من خلال عرض اراء الفقهاء الشيعة . كما علماء الشيعة يعرضون اراء الفقهاء السنة حينما يتعرضون لتفسير القران.ــ ولا اظن انهم قادرون ـــ لانهم يتمسكون بالإقصاء تماما . وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني .
اقول لأصحاب الفضائيات الخليجية التي تستضيف الدكتور السامرائي وغيره . ان هذا الاسلوب في تفسيرهم للقران يقعون كثيرا في مطبات التحريف المتعمد.. نعم التحريف . لان المتحدثين السنة مع الاسف يختلفون عن المتحدثين الشيعة الذين يذكرون دائما اراء الفقهاء والكتاب السنة رغم وجود كم هائل عندهم يكفي ان يطرح لأنه وارد من اهل البيت{ع} رغم ذلك يذكرون على منابرهم اراء اخوانهم السنة. اتمنى ان ينتزع المتحدثون السنة هذا الغل الذي كلف الامة الاسلامية كثيرا من النصب والعداوة والتفرقة التي لا فائدة منها. وقد انتهت دولتي بني امية والعباسية واصبحت الحكومات تدار بيد سياسيين . اتمنى ذلك..!!
اعود للأستاذ السامرائي : تشدد الاخ السامرائي ووضع نفسه في دائرة ضيقه لا يريد ان يخرج منها حين ذكر راي كتاب مذهبه كعادتهم في ابعاد اهل البيت ان الآية تشير الى الملائكة. ردد كثيرا فقط كلمة الملائكة دون البشر .ولم يذكر روايات مصادر السنة ان الآية واضحة تشير انهم اهل البيت{ع} فقط. واليك الدليل.
نص الاية ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾؟هنا تفسيران: الأول: الضمير يعود على القرآن. ذكره علماء من الشيعة والسنة، هناك روايات عن أهل البيت[ع] تؤيد ذلك هو أن «لا يمسه» يعني: لا يلمسه، أي أن آيات القرآن الكريم لا يلمسها إلا المطهرون ويعني لا يجوز مس القرآن بدون وضوء، وهذا حكم شرعي بإجماع المسلمين،
التفسير الثاني والأدق: الضمير يعود على الكتاب المكنون.
الضمير في «لا يمسه» لا يعود على القرآن، بل يعود على الكتاب المكنون، إذ أن الضمير - كما يقول علماء النحو - يرجع إلى أقرب مرجع إليه، وقد قالت الآية: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ وذلك الكتاب المكنون ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾، وقد بيّنّا أن الكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ مقام معنوي، وهو مركز معلومات الكون بأكمله، وقد كان القرآن في هذا المركز قبل نزوله، والمقصود بمسه {الاطلاع عليه} لان هذا المركز ليس شيئًا ماديًا قابلاً للمس، وعلى ذلك فمعنى الآية: الكتاب المكنون الذي انحدر القرآن منه لا يطلع عليه ولا يعرف ما فيه ولا يناله إلا المطهرون، فالمس هنا كناية عن المعرفة والاطلاع.والمس هنا بالعقل وتختلف عن اللمس . وهنا يستوجب ان يكون العقل الذي يمس القران معصوما قادرا على فهمه وتفسيره ..فذهن الرسول {ص}وقله معصومٌ، من جميع ما يعيق استقبال المعلومات، يتقبّل المعلومة بشكلها الصحيح، من دون خطأ،
من هم المطهرون؟.نحن نقيم شواهد من القرآن والسنة ومن التاريخ على بيان المراد من المطهرين. اليك : الشواهد القرآنية يقول تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ أي أن الكتاب أعطي للمصطفين، وليس لكل أحد،
هل عندنا دليل من القرآن الكريم نفسه يعيّن لنا من هم المطهرون؟ نعم الاية الأولى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾،هنا المطهرون، أهل البيت كما في الرواية التي نقلها مسلم في صحيحه، وأحمد بن حنبل في مسنده وهم [النبي محمد {ص}وعلي وفاطمة والحسن والحسين]، حيث اشتمل عليهم بالكساء ثم قال: ”اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي، لحمهم لحمي، ودمهم دمي، وحربهم حربي، وسلمهم سلمي“.الآية الأخرى: قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ أهل الذكر يقول القرطبي في الجزء 11 من تفسيره، والطبري في الجزء ارابع عشر ، والسيوطي في الدر المنثور، وابن كثير.. كلهم يقولون: أهل الذكر هم أهل بيت محمد{ص} ، ويروي ذلك ابن عباس وجابر وحذيفة، والذكر هو القرآن الكريم، كما قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾، فأهل الذكر هم أهل القرآن، أي: أهل المعرفة بالقرآن، والإحاطة بالقرآن، هم الذين فضلهم الله وذكرهم في القران .. الفت راي الدكتور فاضل السامرائي لما موجود في كتب جمهور المسلمين . وللإستاذ فاضل السامرائي .. ولكم افضل التحيات .
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
15/9/2023 البصرة