الشيخ عبد الحافظ البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143).
** معنى الوسطية: الوسطية هي الاعتدال في كل أمور الحياة من عقيدة ومناهج ومواقف، وهذه الوسطية التي بينها القران لا تاتي الا من خلال الاطلاع بتمعن على الاصول الفكرية للدين والشريعة .كما ان الوسطية تريد ان نكون ذو موقف اخلاقي يقول تعالى{وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين﴾" هنا تشير الآية إلى أهمية الوسطية لتحقيق التوازن في الحياة..** المغالاة والتسامح: معنى الغلوّ، يقول الأصفهانيّ في المفردات، الغلو هو "تجاوز الحدّ"2،غلى في الدين غلوًّا... تصلّب وتشدّد حتى جاوز الحدّ.
**اما التسامح اذا كان في العقيدة. كما يراها الشيعة ويسمونها{الولاء والبراءة}. مسألة الولاء والبراءة مثلهما كالطائر له جناحان يطير بهما في السماء من دونهما لا يمكنه الطيران ،فلو اُصِيب جناحٌ لم يستطع الطيران بجناح واحد. فيسقط في الارض.. اذن الثبات على وسطية طيرانه ان يكون له جناحان سليمان, كذلك الانسان ان يكون له عقل حتى يستطيع ان يكون وسطيا بلا مغالاة ولا تقصير. اما قوله..
{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ} يعني يوم القيامة { وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } جاء في تفسير الكافي عن الباقر{ع}[نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه وسمائه] اراد الله أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف ولذلك جعلهم شهداء على الناس ويشهد محمد{ص}.
** في كتاب شواهد التنزيل عن أمير المؤمنين{ع}إيّانا عني بقوله: {لتكونوا شهداء على الناس فرسول الله{ص} شاهد علينا ونحن شهداء على خلقه من عباده .لذا قال {كذلك جعلناكم أمّة وسَطا}ً.
** الروايات في عهد الائمة : عَنْ الصادق{ع} قَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَتَاه سَبْعُونَ رَجُلاً مِنَ الزُّطِّ (هم من السودان والهنود) فَسَلَّمُوا وكَلَّمُوه بِلِسَانِهِمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ بِلِسَانِهِمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: إِنِّي لَسْتُ كَمَا قُلْتُمْ، أَنَا عَبْدُ اللهِ مَخْلُوقٌ، فَأَبَوْا عَلَيْه وقَالُوا أَنْتَ هُوَ، فَقَالَ لَهُمْ: لَئِنْ لَمْ تَرْجِعُوا عَمَّا قُلْتُمْ وتَتُوبُوا إِلَى اللهِ :لأَقْتُلَنَّكُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا ويَتُوبُوا، فَأَمَرَ أَنْ تُحْفَرَ لَهُمْ آبَارٌ عديدة، وخَرَقَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَذَفَهُمْ فِيهَا، ثُمَّ غطا رؤوسها، والهب النَّارُ فِي بِئْرٍ مِنْهَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ فَدَخَلَ الدُّخَانُ عَلَيْهِمْ فِيهَا فَمَاتُوا(الكافي/للكليني/ج7ص259.).وفي رواية إن عليًا (ع) أتاه قنبر فقال له: إن عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم، قال: أدخلهم، قال: فدخلوا عليه. فقال لهم: ما تقولون؟ فقالوا: نقول: إنك ربنا وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي ترزقنا، فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا إنما أنا عبد مخلوق مثلكم، فأبوا وأعادوا عليه… ثم ساق الحديث إلى أن قذفهم في النار ثم قال لقنبر : إني إذا أبصرت شيئًا منكرًا * أوقدتُ ناري ودعوتُ قنبرا. وهناك روايات عن اهل البيت تبيح دمهم .
**من اين ولدت فكرة الالوهية للإمام علي{ع} والمغالاة لأبنائه.؟ هناك فرقة تسمى النصيرية: فمن هم هؤلاء.؟ انهم العلويون أو النصيرية هم مجموعة دينية تعيش في بلاد الشام سوريا ولبنان وتركيا وشمال ايران وشمال افريقيا وجنوب الخليج العربي عمان ..،يقولون انهم طائفة نشأت من المذهب الشيعي. يقدسون الامام علي{ع} هذه المجموعة أسسها { محمد بن نصير} خلال القرن الثالث الهجري. وزعم ابن نصير انه من تلاميذ الإمامين العسكريين الهادي والعسكري . ولكن الامام الحادي عشر مات سنة 260 هجرية أي في القرن الثالث . ويمكن ان يكون محمد بن نصير احد طلاب الذبن درسوا على يد الامام العسكري. !!!
**أهم أفكار ومعتقدات هذه الطائفة : يعتقدون في علي بن أبي طالب{ع} أنه إله .ويحبون عبد الرحمن بن ملجم قاتل الامام ويترضون عليه ، لزعمهم بأنه خلص اللاهوت من الناسوت ، ويخطئون من يلعنه !يعتقد بعضهم أن علياً {ع} يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده ، وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك يا أبا الحسن ، ويقولون : إن الرعد صوته ، والبرق سوطه .يشربون الخمر ،ويعظمون شجرة العنب صلاتهم تختلف عن صلاة المسلمين لانها ليس فيها سجود .ولا يؤمنون بالحج ، بل يعتبرون الحج كفر وعبادة أصنام .لا يؤمنون بالزكاة إنما يدفعون ضريبة إلى مشايخهم ، مقدارها خمس ما يملكون .واخيرا الصيام عندهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان .
اعيادهم عيد النيروز ،وهو اليوم الرابع من نيسان ، وعيد الغدير والعاشر من المحرم وعيد الأضحى عندهم يوم الثاني عشر من ذي الحجة .يحتفلون بأعياد النصارى ، كعيد الغطاس وعيد الميلاد وعيد الصليب غيرها .ومن اهم اعيادهم يحتفلون بيوم مقتل الخليفة عمر فرحا بمقتله وشماتة به .
***هناك مواقف مرت بتاريخ الاسلام جعلت عددا من الناس يغادرون الوسطية وتحولوا الى المغالاة .[منها ولادة الامام علي{ع} في جوف الكعبة] لان باب الكعبة اغلق ولم تدخل أي امراة قابلة مع فاطمة بنت اسد داخل الكعبة. فقال المغالون انه هو الله خرج من بيته المحرم .. كما ان ولادة عيسى كانت معجزة من دون مساعده واعتبره النصارى ابن الله. كذلك علي{ع}. ولد في جوف الكعبة ولم تكن له قابلة .
الموقف الثاني: في معركة بدر: قال الإمام علي(ع): «لمّا كانت ليلة بدر، قال رسول الله(ص): من يستقي لنا ماء؟ فأحجم الناس، قال: فقمت فاحتضنت القربة، ثمّ أتيت قليباً بعيد القعر مظلماً، فانحدرت فيه، فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل تأهبّوا لنصرة محمّد(ص) وحزبه، فهبطوا من السماء لهم دوي يذهل من يسمعه، فلمّا حاذوا القليب وقفوا وسلّموا عليّ من عند آخرهم، إكراماً وتبجيلاً وتعظيماً». ثمتقول الروايات ان عدد من قتل من مشركي مكة 70 سبعون مشركا قتل علي{ع} نصفهم , وهذا موقف يراد منه التامل..
يوم احـــــد: حين عبر عمر بن ود الخندق ودعا الناس للقتال واحجموا عنه لانهم يعرفون انهم ليس بمقدورهم قتاله. الا علي{ع} ولما خرج الى قتاله قال عنه النبي{ص} كلمات منها{ برز الايمان كله الى الشرك كله} وهذا دليل من النبي على انه هو الايمان كله بانه الله .
ــــــــــــــــــــــــ الغلو في المذاهب السنية ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغلو في البخاري ومسلم : يقول ابناء المذاهب الاسلامية .كتابي البخاري ومسلم أصح الكتب بعد كتاب الله! {بينما يشتم منها روائح اليهود}.بين الحين والآخر يعاودون حملاتهم ضد مصنفات الشيعة ويرمونها بالتحريف على رسول الله والصحابة. ويتباهون بالبخاري ومسلم كأنهما قرآن منزل على رسول الله (ص). مغالاة بصحيح مسلم والبخاري .ويصرح جميع علماءهم ان( صحيح البخاري عدل القرآن،) ويقولون:{ إذا قرئ مسلم او البخاري في دار في زمن شاع فيه الوباء والمرض يكون أهله في مأمن من المرض} ومن قرأه في مصيبة ينجو منها، ولو حمله أحد معه في سفر البحر لنجا هو والمركب من الغرق! ) ( قواعد التحديث: ص250).ونقل عن أبي زيد المرزوني قال: ( كنت نائماً بين الركن والمقام فرأيت النبي (ص) في المنام، فقال لي: يا أبا زيد إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي؟ فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ قال: كتاب البخاري!!) (هدى الساري: ص490).ونقل عن شيخ تونسي لما زار قبر النبي (ص) سأل رسول الله (ص): (هل ما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم من الحديث صحيح ويجوز لي أن أحدث ذلك عنك؟ فقال رسول الله: نعم، إنهما صحيحان حدث عني ما ورد فيهما)!
ومن العلماء الكبار في مصر .محمد فريد وجدي: (رأى بعضهم أن يستأجر رجالاً يقرأون الأحاديث النبوية في كتاب البخاري استجلاباً للبركات تماماً كالقرآن).الملفت للنظر أن الاعتقاد بالصحيحين والغلوّ فيهما لم يكن مقتصراً على عوامّ الناس إنما شمل علماءهم فهم يعتقدون نفس الاعتقاد وظهر من تصريحاتهم منها: تصريح الجلبي قال: أما الكتب المصنفة في علم الحديث فأكثر من أن تحصى،{ولكن السلف أطبقوا على أن اصح الكتب بعد كتاب الله هما صحيح البخاري ثم صحيح مسلم}.
واخير اذكر قول إمام الحرمين: قال:لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم صحيح ومطابق للواقع مما حكاه الرسول (ص) كان حلفه صحيحاً ولا كفارة عليه، لأن الأمة أجمعت على صحتهما !..
** هنا نتساءل : هل أن هذين الكتابين حقاً بلغا قدراً من الصحة بهذه الكيفية؟ وهل هما خاليان من الغث والسمين، وليس فيه افتراء على رسول الله والمعصومين (ع)؟ الجواب: الحقائق تشير بأن الصحيحين لا يفترقان عن سائر مصنفات العامة المليئة بالإسرائيليات والدسائس، منها:. 1- البعد الزمني: وهي الفترة الزمنية بعد وفاة النبي (ص) منع الخليفتان تدوين الأحاديث ومنعا الرواة من القول بها, لحد مات أو قتل عدد من سمع الحديث عن الرسول{ص} بذلك ضاع مصدر الحديث.
2ــ فتح بنو أمية باب الوضع والدس في الأحاديث ، فأتيح المجال لكل من راق له أن يفتري على رسول الله (ص) وفي كتابي البخاري ومسلم روايات كثيرة تدين من جعل الناس يتعبدون بقولهم . عن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ سَعْدًا ان يسب عليا فامتنع .. فَقَالَ له: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ؟ فَقَالَ: ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ الله{ص} فَلَنْ أَسُبَّهُ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ لَهُ،لما خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ لَهُ الرَسُولُ {ص}:«أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي» وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ» قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ: «ادْعُوا لِي عَلِيًّا» فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}دَعَا رَسُولُ اللهِ{ص}عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: «اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي» .رغم ذلك يترضى على معاوية في الصحيحين .!!
3ــ احيانا تفتح الدولة مشروعا سياسيا او اعلاميا . ويتقدم في ذلك المشروع من يتوافق مع امكانياته وقابليته.. واذكر لك نتفا مما ذكره التاريخ. وما خفي كان اعظم . هناك روايات عمن يسمونهم عظماء جاءت عنهم روايات تبين انهم {كانوا يتيطبون} بماء الرجال وكانوا يشربون الخمر . فجعلوهم متوافقين مع القران!!! وان كلامهم يؤخذ به دون كلام الرسول{ص} واليك السبب في ترويج دين ابن هند .
**** الواضح ان الاغلبية من المجتمع المسلم تركوا وراء ظهورهم وصية رسول الله{ص} في الكتاب واهل بيته ..واعتصموا بما أوحت به شياطين الإنس والجن حتى لو سمع كلمات الظلال.. السبب :بعد أن وضع لهم ابن هند دستور تحريف السنن المقدّسة، بالكذب على الله ورسوله (ص)، فساروا خلفه وباعوا آخرتهم{بدنياه وامواله} فهجروا كتاب الله تعالى، وهدي رسوله الكريم (ص) واستمسكوا بسنّةَ ابن هند وروّجوا لها .ومن اول اسس قبول دين معاوية : سبّ الإمام عليّ (ع) وأهل بيته الأطهار، ومنع ذكر فضائلهم .يقابله وضع فضائل{في من سبقه في الخلافة}. يذكر المدائني ان معاوية كتب لعمّاله بعد ان سيطر على الخلافة[ أن برئت الذمّة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته] ثم جاء الامر الثاني [أمرهم بلعن الإمام علي (ع) على كلّ منبر ويبترئون منه ويقعوا فيه وفي أهل بيته الأطهار] فاصبح شتم اهل البيت{ع} سنة دينية في الغلو.
وجاءت قرارات الغلو:أن لا يجيزوا لأحد من شيعة عليّ (ع) شهادة، وكتب أنظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبّيه ومن يرون فضله ادنوا مجالسهم وقرّبوهم وأكرموهم ..ثمّ كتب إلى عمّاله أن الحديث في عثمان قد جهر وفشا في كلّ مصر وكل وجه، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين .. ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين [في أبي تراب، إلاّ واتوني بمشابه له في الصحابة] فإن هذا أحبّ إليّ وأقرُّ لعيني ولشيعته أشدُّ عليهم .
*** ثمّ كتب إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان، أنظروا من قامت عليه البيّنة أنّه بحبّ عليّا وأهل بيته فامحوه من الديوان واسقطوا عطاءه ورزقه .ثم شفعها بكتاب اخر:[من إتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم نكّلوا به واهدموا داره .
فاشتدّ البلاء على شيعة عليّ (ع) وخاصة في العراق لا سيما بالكوفة . من هنا ظهرت المغالاة واعتبروا الصحابة عدل الكتاب. والخطورة ليس في الناس العامة حين يتحدثون عن الفضائل المصطنعة للخلفاء الثلاثة، التي أراد لها معاوية أن تسمو على فضائل علي (ع) من هنا [دأ الغلو في الدين خاصة في تاريخ الصحابة . فتشوه تاريخ الاسلام كله , ولكن حافظ عليه ال بيت محمد{ص} في ظروف صعبة للغاية , واخطر ما في الامر . حين اصبح الافتراء والغلو مسالة طبيعية يتحدث بها الفقهاء والقضاة والولاة . وكان أعظم الناس في ذلك بلية المستضعفون الذين يُظهرون الخشوع. ولا زال بعض الفقهاء يذكرون رواية الطبري{روي عن ابي بكر الصديق ما لا يقبله العقل كيف يقرأ القران حتى تحترق كبده !!لان القرآن شفاء والقرآن طمأنينة وحكاية تحترق الكبد فيها مبالغة لا يقبلها عقل .
** وهناك مغالاة لا يعرف من ذكرها للتاريخ لانها جاءت من داخل القبر..فقد سال عمر ملك الموت من ربكما: أن عمر بن الخطاب بلغ من شدته أنه لما مات بدلاً من أن يسأله منكر ونكير كان هو الذي سأل منكراً ونكيراً؟ ووجدت اكثر علماء السنة يتكرون هذا الحديث ..
وانتقلت العدوى عبر العصور لأئمة السوء، ويوسعوا الشق بين المسلمين . كشيخ النواصب إبن تيميّة وتلميذه ابن كثير ومن سلك نهجهم من الأوّلين والآخرين .. حتّى طعنوا في كلّ فضيلة ومكرمة للإمام عليّ (ع) .. حتّى شجاعته وعلمه وسبقه .. كلّها نُزعت منه وأهديت لغيره، وبلغت بهم الخيانة{أن يدّعوا قول الزور وينتصروا لأوليائهم بالبهتان} بدعوى : أنّ إيمان الإمام عليّ (ع) وجهاده وهجرته وأنّه من أهل الجنّة .واصبح معاوية الملعون بالقران مساويا لعلي لأنه فتح البلدان.
**ــ وقالوا لم يثبت الاسلام إلاّ بثبات إيمان بعض الخلفاء منهم معاوية وابنه يزيد ومن تبعهم من الأمويين والعباسيين . هنا جاءت المغالاة في البدعة ليرفعوا شأن من وضعهم الله، ويضعوا من رفعهم الله بغيا وحسدا .. حتّى بلغ بهم بغيهم وضلالهم إباحة دماء أتباع أهل البيت (ع) هكذا انطلت مؤامرة بني امية .. ثم جاء بنو العباس وهم من اسس المذاهب الدينية قبالة مدرسة الامام جعفر الصادق{ع}.روى ابن عرفة المعروف بنفطويه من أكابر المحدّثين وأعلامهم في تاريخه قال [إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة، افتعلت في أيام بني أميّة]، تزلفا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم . وتقدم المنافقون الحاقدون على محمد وال محمد[ص] يرتقون المنابر , وهم سكارى واياديهم ولسانهم ينقط سما وحقدا على ال بيت محمد[ص] هنا ترعرع الغلو.
روى المبرّد في تاريخه ": كان خالد بن عبد الله القسري يرتقي المنبر ويقول : اللهم ألعن علي بن أبي طالب صهر رسول الله (ص) وأبا الحسن والحسين .. ثم يقبل على الناس ويقول هل كنيت ..؟مستهزأ بدين محمد الذي فضل محمد وال محمد على العالمين :" هل هناك جرأة على الله ورسوله بعد هذه ..؟ وهل هناك من ذلّة وخنوع أعظم وأشدّ على أمّة ايدوا هؤلاء الحكام الفسقة.؟.؟ والمصيبة انهم ائتمنوهم على جمع السنة والسيرة النبوية العطرة .. وهم يسمعون المنكر والتجرؤ على الله ورسول الله (ص) من فوق أعواد المنابر ..
**هذا اللعين يسمونه في مواقعهم حين يكتبون عنه {الأمير الكبير أبو الهيثم خالد بن عبد الله بن يزيد القسري} أشدّ من ذلك يسمعون الحجاج الفاجر يذكرُ الذين يزورون قبر النبي (ص) بالمدينة، فيقول : تبّا لهم إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية ..؟ هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، ألم يعلموا بأن خليفة المرء خير من رسوله ..؟ هؤلاء الاقزام شوهوا الاسلام . والمصيبة لا زال اغلب المسلمين يعتبرونهم مثالا للدين وحماة للشريعة وانهم قاموا بفتوحات ونشروا الاسلام .
*** موقف الامام الحسين من انحراف معاوية : كان موقف الامام الحسين في فترة وجود الامام الحسن وبعد وفاة الحسن{ع} التنديد بسياسة معاوية واستقبال المعارضة.. فقدأعلن الإمام الحسين[ع]وفي مناسبات مختلفة عن اعتراضه على سياسة معاوية وعلى نقضه لشروط الصلح، واحتج على ممارسات ولاته وظلمهم وانحرافاتهم. وأخذ يحذّر المسلمين علناً من سياسة معاوية الهدّامة. لما استشهد الإمام الحسن[ع]تحركت الشيعة في العراق وكتبوا إلى الحسين{ع} في خلع معاوية والبيعة له، وأخذت الوفود تترى على الإمام من جميع الأقطار الإسلامية وهي تعجّ بالشكوى وتستغيث به نتيجة الظلم والجور الذي حلّ بهم ..فامتنع عليهم وذكر أن بينه وبين معاوية عهداً لا يجوز له نقضه حتى تمضي المدة، فإذا مات معاوية نظر في ذلك... بالمقابل وضعت السلطة الظالمة عليه العيون . ولما تأكد مروان من كثرة الوفود .فزع من ذلك وخاف من عواقبه، فأرسل رسالة إلى معاوية جاء فيها: أمّا بعد فقد كثر اختلاف الناس إلى الحسين، والله إني لأرى لكم منه يوماً عصيباً ، وروي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة: أمّا بعد، فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالاً من أهل العراق، ووجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، وذكر أنه لا يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلاف في يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضاً لما بعدك..وجرت مكاتبات بين معاوية وبين الحسين{ع} بين الامام موقفه من سياسة معاوية وانه ملتزم بالعهد الذي بينه وبين الحسن{ع}.زكانت سياسة معاوية ان يترك الحسين ما دام ملتزما بشريعة الله في خصوص العهد. ورفع شعار، فإنّا لا نريد أن نعرض له شيء فى بيعتنا، وهو لم ينازعنا سلطاننا.. ولما مات الطاغية اصبح الحسين حرا في اتخاذ أي قرار وكان عليه ان ينقذ الامة . خاصة من المغفلين الذين يعتقدون ان معاوية مسلما.
وجاءت الطامة الكبرى حين عين معاوية ولده يزيد للخلافة.. انطلقت شعارات الحسين{ع}" مثلي لا يبايع مثله" ايها أبا الأحرار أي كريمة***** تبني الخلود، وليس منك لها أب /أنت الذي أعطيت ما أعيا الورى***تصديقه، ووهبت ما لا يوهب/وقفت حيث أراح غيرك نفسه ***** والحق بينكما يهيب ويرغب/فصمدت للتيار تشمخ هادرا ***** **سيان أغلب موجه أو يغلب/دوى بآذان الزمان هديرك الصافي**** وضاءت من سناه الأحقب /وتركت للأجيال حين يلزها/*عنت السرا ويضيق فيها المهرب/جئت الضحايا من بنيك تريهم/أن الحقوق بمثل ذلك تطلب..
يا شيال نعش المات مظلوم/ على الشاطي أو عن الماي محروم / تحوم اگلوبنا فوق النعش حوم/ اخوي الطاح مثل النجم من خر///// بجت زينب وهلت دمع العيون وصاحت ياهلي يهل الكرامات /ماظن بيه هذا الحال ترضون حرم وبلا ولي وسط الفله أثبات......
تونّ النوق مِن تِسمع .. لوَنّي//مَسيري بْلا غطا غيّر .. لوني//ويَه اخوي بكربله ميته .. لونّي..///يخيروني ولا امشي سبيه
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
15/11/2023