تبارك الله احسن الخالقين اليس الله هو الخالق فقط؟ لمَ قال احسن الخالقين مَن بقية الخالقين؟

س / تبارك الله احسن الخالقين اليس الله هو الخالق فقط؟ لمَ قال احسن الخالقين مَن بقية الخالقين؟

ج/ عزيزي بعض صفات الله تنطبق على البشر مثل الرزاق ومثل الخالق فإن الانسان يصنع السيارة والطائرة ... الخ ولكن لا يصل الانسان الى خلق الله .. لان خلق الانسان محفوف بالمشاكل في الغالب !

فالسيارة وقودها البنزين وايجاده يتوقف على تكرير النفط ويتوقف على استخراج النفط والله العالم كيف يتم تلويث البيئة بسبب هذه الصناعات ثم حينما تسير السيارة تطلق غازات أخرى لا تقل تلويثا عن المثال السابق ..

بينما وقود الحصان والبعير (طعامه) هو النبات الذي يعطي الأوكسجين النقي وزراعته تنفع التربة ومصدات للرياح ومصدر للطاقة بلحاظ الحطب ووو وأما مخلفات تلك المركبة (الحصان) فهي مادة نافعة للارض فهي سماد طبيعي طاهر به تزدهر الأرض بالنباتات الخضراء فتأمل .

ونص الشبهة هو : جاء التعبير بأنّه تعالى أحسنُ الخالقينَ في موضعَينِ من القرآن (المؤمنون 23 : 14 ، والصّافات 37 : 125 .) ممّا يشير بأنّ هناك خالقينَ سوى اللّه ليكون هو أحسنهم !! في حين أنّه تعالى ينفي بكلّ شدّةٍ أن يكون خالقٌ غيره إطلاقاً وأنّه خالق كلّ شيء ولا خالق سواه ، فما وجه التوفيق ؟

والجواب: أنّ الخَلق بمعنى الإبداع وإيجاد الصورة بالتركيب الصناعي أمرٌ يَعمّ ، فقد حكى اللّه عن المسيح : ﴿ ... أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ ... ﴾= ، وقوله : ﴿ ... وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي ... ﴾ ، والخَلق ـ في كلام العرب ـ ابتداع الشيء ، وإنّما يخصّه تعالى إذا كان إنشاءً لا على مِثال سَبَقَه ، وكلّ شيءٍ خَلقه اللّه فهو مٌبتَدِؤه على غير مِثال سَبَق إليه ، ﴿ ... أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ... ﴾ .

قال ابن الأنباري : الخَلق في كلام العرب على وجهَينِ : أحدهما الإنشاء على مِثال أَبدَعَه ، والآخر التقدير ، وقوله تعالى : ﴿ ... فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ 4 معناه : أحسنُ المقدِّرينَ ، وكذلك قوله تعالى : ﴿ ... وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ... ﴾ أي تقدّرون كَذِباً .

قال ابن سيده : خَلَق اللّهُ الشيء يخلُقه خَلقاً : أحدثه بعد أنْ لم يكن.

قال ابن منظور : والخَلق التقدير ، وخَلق الأَديمَ يَخلقه خَلقاً : قدّره لِما يُريد قبل القطع ، وقاسَه ليَقطع منه مَزادةً أو قِربةً أو خفّاً ، قال زهير بن أبي أسلمي يَمدح رجلاً :

ولأَنت تَفري ما خَلقتَ وبعضُ *** القومِ يَخلقُ ثُمّ لا يفري

يعني : أنت إذا قدّرت أمراً قطعته وأَمضَيته ، وغيرك يقدّر وليس بماضي العزم .

تعليقات