حكم من يتعامل بجفاء وصراخ مع عائلته لأنه صائم

السؤال : 

ما حكم صيام من يتعامل بجفاء مع عائلته لأنه صائم ؟ فيصرخ بصوت عالي ويسب ويشتم لأي شيء بسيط 

الإجابة : 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، وبعد :

ينبغي على الصائم إذا اراد ان يكون صومه تاما وكاملا ان يضبط نفسه بالأوامر الشرعيّة ، وإلا ما فائدة الصوم إذا كان يخالف التشريع الإلهي ! وكأنما يريد ان يؤدي طقوسا معينة وينتهي منها ، لأن معنى الصوم وروح الصوم ليس مجرد الامتناع عن الأكل والشرب ، فتدبر!

قال تعالى : { أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ }، وفي مقام السؤال الآية تخاطب ذلك الأب وتقول له : هل تلتزم بالصوم فقط وتكفر ببقية الشريعة !

وقال تعالى : {  مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ، بمعنى ان أي لفظ او قول يصدر من الانسان إلا ولديه رقيب يحفظه يوم العرض -القيامة- فلا يترك كلمة ولا حركة إلا ويسجلها لكم .

وقال تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } ، وقال تعالى : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } وتشير الآيتين إلى ضرورة حفظ الإنسان نفسه عن الزلات وضرورة معاملة الناس بالحسنى .

وقد ورد في الحديث :

 يقول (ص): (الصيام جنة) (أي سترة ووقاية إذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)

وفي حديث آخر: (الصوم جنة ما لم يخرقه بكذب أو غيبة)

وفي حديث آخر: (إن الصوم أمانة فليحفظ أحد كم أمانته) ولما تلا قوله تعالى: (إن الله يأمر كم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وضع يده على سمعه وبصره فقال: (السمع أمانة والبصر أمانة).

وإذا لم يستطع أن يقهر نفسه على ترك جميع المحرمات في رمضان، فإنه لم يحقق الغاية التي شرع الصوم من أجلها. 

وفي هذا يقول (ص): (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع) .

وعلى أي حال فإن صيام هذا الأب صحيح ، لكن هل هو مقبول أم لا هذا أمره عند الله تعالى .

تعليقات