هل الشعائر الحسينية كانت موجودة في زمان اهل البيت (عليهم السلام) ؟

 س : ما هو رأيكم في المراسم الحسينية ؟ وما هو جوابكم لمن يدّعي بأن هذه المراسم غير مشروعة ؛ لأنها لم تكن رائجة في زمان أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟

ج : بسمه تعالى ، كانت الشيعة تعيش تحت ظروف التقية في زمان الأئمة ( عليهم السلام ) ومع ذلك كانوا يقيمون المراسم ما أمكنهم ذلك وكون هذه المراسم لم تكن تُقام بالشكل الذي هي عليه اليوم لا يصلح دليلا على عدم مشروعيّتها ، ولو أنهم استطاعوا أن يُقيموها بشكلها اليوم لأقاموها كما نُقيمها ، كنشر الأعلام السوداء على أبواب الحسينيات والمنازل لإظهار الحزن والتفجع . وهذا واضح لمن اطلع على تاريخ زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) التي كان يواظب عليها الشيعة .

وقد رغبّنا أهل البيت ( عليهم السلام ) في إقامة مراسم العزاء والبكاء لمظلوميّتهم :

عَنْ ابِي هارُونَ الْمَكْفُوفِ قالَ : دَخَلْتُ عَلى أَبِي عبد الله ( عليه السلام ) فَقالَ لِي : أَنْشِدْنِي ، فَانْشَدْتُهُ فَقالَ : لا ، كَما تُنْشِدُونَ وَكَما تَرْثِيهِ عِنْدَ قَبْرِهِ . . . » . 

قالَ عَلِىٌّ ( عليه السلام ) : « انَّ اللهَ . . . اخْتارَ لَنا شِيعَةً يَنْصُرُونَنا وَيَفْرَحُونَ بِفَرَحِنا وَيَحْزَنُونَ لِحُزْنِنا » . 

قالَ عَلِىُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّجادُ ( عليهما السلام ) : « ايَّما مُؤْمِنٌ دَمِعَتْ عَيْناهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَمَنْ مَعَهُ حَتّى يَسِيلَ عَلى خَدَّيْهِ بَوَّأَهُ اللهُ فِي الْجَنَّةِ غُرُفاً . . . »  

قالَ الصّادِقُ ( عليه السلام ) لِلْفُضَيْلِ : « تَجْلِسُونَ وَتَتحَدّثُونَ ؟ فَقالَ : نَعَمْ ، فقالَ : إِنَّ تِلْكَ الْمَجالِسَ احِبُّها فَاحْيُوا أَمْرَنا ، فَرَحِمَ اللهُ مَنْ احْيى أَمْرَنا » . 

قالَ الرِّضا ( عليه السلام ) : « مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيى فِيهِ أَمْرُنا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ » . 

قالَ الرِّضا ( عليه السلام ) : « يَابْنَ شَبيبِ ! إِنْ بَكِيَت عَلَى الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) حَتّى تَصِيرَ دُمُوعُكَ عَلى خَدَّيْكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ كُلَّ ذَنْب أَذْنَبْتَهُ صَغِيراً كانَ أَوْ كَبِيراً قَلِيلًا كانَ أَوْ كَثِيراً » . 

وبعبارة مختصرة ان هذه المراسم مراسم إلهية وإظهار للحزن والتفجّع لمصائب الإمام الحسين ( عليهم السلام ) وأهله وأصحابه أو المصائب الأخرى لبقية الأئمة ( عليهم السلام ) التي توافرت الأدلة على مشروعيّتها واستحبابها ، وقد قال الباري جلّ وعلا : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) . 

وفي الختام يقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) في حق من يحيي أمر سيد الشهداء ( عليه السلام ) :

« اللّهمّ إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى نوافيهم على الحوض يوم العطش [ الأكبر ] . »

وهذه البشارة العظيمة تشمل المعزين للسيدة رقيّة ( عليها السلام ) .

الميرزا جواد التبريزي

تعليقات