قانون الأحوال الشخصية بين الشريعة والقانون...الحلقة ١

من المسلمات الشريعة والعقلية و الفطرية ان الانسان يميل إلى ما يريد ويحب... 

فمن اتبع الاسلام يجب أن يومن به عقيدة وعملا ومنهجا كما قال تعالى : (وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ). فيجب جعل تشريعات الإسلام منهاجا عمليا للحياة... ويحرم كراهة تلك الأحكام أو رفضها.. كما قال تعالى : (وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ).

فهنا يجب أن يحدد الإنسان مساره في اختبار أحكام الله تعالى الكاملة الشاملة التي صدرت لمصلحة الإنسان من خالقه العالم بمصلحته: ( أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ )... 

أو اختبار أحكام البشر المتغيره وغير الشاملة والتي تصدر عن انسان تملئه المصالح الخاصة والنقص والجهل والظلم... 

القضية ليست اهواء في الاتباع أو اختبار لأجل مصلحة بل لأجل اتباع حقيقي أو ادعائي مزيف. 

بل ان هذا الاختيار يؤثر على عقيدة الإنسان وسلوكه واحكامه... 

فاتباع الله تعالى من خلال اتباع ما جاء به النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله : ( قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ). 

وليس من خلال اتباع قوانين ضد النبي محمد صلى الله عليه وآله وتشريعاته. 

وهنا يتبين الموقف العملي للشخص.. خصوصا اذا كان بموقع المسؤولية والتغيير كما في اعضاء البرلمان أو رؤساء الكتل أو السلطة التنفيذية أو القضائية أو الإعلام أو منضمات المجتمع المدني أو الشخصيات الدينية من كل المذاهب والاديان. 

فكل الإنسان بما قال أو فعل أو رفض أو ايد رهين... كما قال تعالى (مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ). 

خصوصا وأن البعض نطق جهلا برفض التعديل فياتيه قوله تعالى : ( وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولٗا ). 

اما من كان عامدا وزور الحقائق ونسب للشريعة ما لا تقول وحكم بما لم ينزل الله فالقرآن وصفه بالظالم والفاسق والكافر... 

فنحن أيها الأخوة والأخوات بين مسارين اما مسار الله وتشريعاته أو المسار المعاكس. 

فليكن موقفك مع دينك ولا تكن من المعادين فتكون من المفترين كما قال تعالى :

(قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ ).

والحمد لله رب العالمين..

يتبع.... في الحلقة الثانية نبين اهم موارد المخالفة للشرع في قانون الأحوال الشخصية العراقي. 

الشيخ محمد رضا الساعدي

٣-٨-٢٠٢٤   ٢٧ محرم الحرام ١٤٤٦

النجف الاشرف.

تعليقات