حين يحدد الشرع المقدس الزواج بعمر معين فهو لا يعني أنه يجبر الآباء الذين لهم الولاية في تزويج بناتهم على القبول بتزويجهن بهذا العمر وهذا الأمر من الوضوح بمكان ولكن من أعمى الله بصره وبصيرته لا يمكنه فهم هذا المعنى!
فلو لم يوافق أي رجل مسلم في تزويج ابنته بهذا العمر لم يكن مخالفًا للشريعة؛ لأنه موكل برعاية مصالح البنت وهل هي صالحة للزواج أو لا؟ والأغلب لا يرى صلاح بنات اليوم للزواج بهذا السن المبكر وعملهم هذا موافق للحكم الإسلامي.
حين تنظر بعين واحدة كالأعور ترى أن الإسلام يشرع الزواج من بنت التسع سنين فقط، ولكن حين تفتح العين الأخرى ترى هذا التحديد مصحوب بولاية الأب، ومن المؤكد أن غالبية الآباء يراعون المصلحة، ولا يقاس هذا الحكم الكلي على الآباء الشاذين؛ لأن الحالات الشاذة تحصل حتى في الزواج من النساء البالغات ٣٠ سنة فكم واحدة منهن دخلت في مشروع زواج فاشل!
ومن الطريف أن بعض الآباء في الزمن السالف جاء إلى الإمام الحسن (ع) يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: (زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها) [مكارم الأخلاق ص ٢٠٤]
فهكذا هم الآباء والقياس على الشاذ شذوذ!
#تعديل_الاحوال_الشخصية_للحماية_الاسرية
✍️ الشيخ مصطفى البغدادي