السؤال:
السلام عليكم، أنا ياسر، منذ شهر تقريبًا بدأتُ أقرأ عن الفقه الجعفري، ووجدتُ فيه أمورًا مقنعة، لكن لا تزال لدي بعض الشكوك حول بعض المسائل، مثل قضية العصمة. سؤالي هو: إذا زالت شكوكي واقتنعتُ بالمذهب الشيعي، فهل يجب عليّ أن أتشيع؟ وإذا لم أفعل، فهل أكون آثمًا؟ كذلك، هل يجوز لي الهجرة إلى بلدٍ يتواجد فيه الشيعة بكثرة، مثل إيران، خاصة أن لدي معرفة بسيطة باللغة الفارسية؟
الإجابة:
أهلًا وسهلًا بك أخي ياسر في موقع شيعة ويب، ونشكر لك اهتمامك بالبحث في الأمور العقائدية والسعي وراء الحقيقة، وهذا بحد ذاته دليل على إخلاصك في طلب العلم والمعرفة.
١. هل يجب عليك التشيع إذا زالت شكوكك؟
✅ الدين يقوم على الإيمان عن قناعة، فإذا وصلت إلى اليقين بأن مذهب أهل البيت عليهم السلام هو المذهب الحق، فإن اتباع الحق واجب على كل إنسان.
☑️ إذا أدرك الإنسان الحق لكنه لم يتبعه، فسيكون مسؤولًا أمام الله عز وجل، لأن الله يحاسبنا على ما نعلمه من الحق.
✅ بمعنى أنه بمجرد أن تتبين لك الحقيقة، فمن الحكمة والثبات أن تلتزم بها، لأن الدين عند الله واحد، والحق واضحٌ لا غموض فيه.
٢. هل يكون الإنسان آثمًا إذا لم يتبع الحق بعد معرفته؟
☑️ نعم، لأن ترك الحق مع العلم به يدخل في مفهوم الإعراض عن الهداية، والله سبحانه وتعالى يقول:
🔹 "وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًۭا" (النساء: ١١٥).
✅ فالذنب ليس في عدم معرفة الحق، بل في تجاهله بعد وضوحه.
٣. هل يجوز الهجرة إلى بلدٍ شيعي مثل إيران؟
✅ الهجرة إلى بلدٍ يتواجد فيه أتباع أهل البيت عليهم السلام ليست واجبة، لكنها قد تكون مفيدة إذا كنت ترى أن ذلك يساعدك على فهم المذهب أكثر، والعيش وسط بيئة دينية تعزز إيمانك.
☑️ إذا كنت تستطيع ممارسة دينك بحرية في بلدك، فلا يلزمك الانتقال، لكن إذا رأيت أن الهجرة ستساعدك في الالتزام بمعتقداتك الجديدة، فالأمر يعود إليك.
الخاتمة
أخي ياسر، نشكرك على طرح هذا السؤال العميق، ونسأل الله أن يوفقك للحق ويثبتك عليه.
🔹 نصيحتنا لك: لا تتعجل، استمر في البحث، اسأل، واستعن بالله، فهو الذي يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.