❓ **السؤال:
✅ الجواب:
مرحبًا بك أخي كرار في موقع شيعة ويب، ونشكرك على هذا السؤال المهم والحساس، الذي يتكرر في كل موسم عاشورائي، ويتعلّق بجانب من أبرز الشعائر الجسدية في إحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام، ألا وهو: التطبير.
قبل أن نبيّن الحكم الشرعي، لا بدّ من توطئة علمية ووجدانية:
🔎 ما هو التطبير؟
التطبير هو ضرب الرأس أو الجبين بآلة جارحة (كالسيف الصغير أو السكين) بشكل خفيف يؤدي إلى خروج الدم، ويُمارس غالبًا في صباح يوم العاشر من محرم، تعبيرًا عن الحزن والتفاعل العاطفي مع مظلومية الإمام الحسين عليه السلام، وتذكيرًا بجرح رأسه الشريف في واقعة كربلاء.
🧠 هل للتطبير جذور تاريخية؟
لم يثبت بشكل قطعي وجود التطبير بهذه الصورة في القرون الأولى بعد كربلاء، ولكنه ظَهر كجزء من الشعائر العاشورائية منذ عدة قرون، على الأرجح في العصر الصفوي أو ما قبله بقليل، وتوسع في العهد القاجاري، وأصبح رمزًا للمواساة الدموية للإمام الحسين عليه السلام.
كما روي أن بعض العلماء الكبار قد شاركوا فيه بنحو شخصي في القرون المتأخرة، كتعبير عن التفاعل العميق مع مصيبة عاشوراء.
📚 الدليل الشرعي لمن أجاز التطبير:
-
القاعدة الفقهية: "كل ما يعدّ مصداقًا للحزن على الحسين عليه السلام، ولم يكن فيه ضرر أو محرّم مستقل، فهو جائز."
-
قوله تعالى:
﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج: 32)والتطبير، عند من يعتبره من الشعائر، يدخل تحت هذه الآية.
💬 لكن هل التطبير واجب أو من أصول الدين؟
كلا، التطبير ليس من أركان الدين ولا من الواجبات، بل هو من المستحبّات أو العادات الشعائرية المختلف فيها.
-
لا يُكفَّر من يرفض التطبير.
-
ولا يُتَّهَم من يطبّر، إذا كان عن وعي وفق الرأي الفقهي الذي يتبعه.
🕊️ كيف نُحافظ على الشعائر دون أن نُسيء لصورة المذهب؟
-
الشعائر تُقيمها النية الصادقة، لا مجرد الدم أو الصوت.
-
علينا أن نُقدّم الصورة الرحيمة والعادلة عن الحسين للعالم، خصوصًا في عصر الإعلام السريع.
-
من أراد التطبير، فليُراعي الضوابط الشرعية والصحية، وليتجنّب الأماكن العامة إذا كان ذلك يسبّب الفتنة أو الإساءة.
✍️ الخلاصة الفقهية:
الرأي الفقهي | الحكم على التطبير |
---|---|
القائلون بالجواز | جائز مع عدم الضرر أو الهتك |
القائلون بالكراهة | مكروه إذا كان يُساء فهمه |
القائلون بالتحريم | محرّم لأنه يُضر بالمذهب أو النفس |