🟨 السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا حسين من محافظة بابل.
مع بداية شهر محرم، يتوقف كثير من الناس عن إقامة الأعراس والاحتفالات، بل حتى بعض العوائل تلغي حفلات التخرج أو الولائم العامة احترامًا للشهر.
لكنّي سمعت من أحد الأقرباء أن هذا الامتناع عادة اجتماعية لا أصل لها شرعًا، فهل هذا صحيح؟
ما هو الحكم الشرعي في إقامة الأعراس أو المناسبات المفرحة خلال شهر محرم؟ وهل هناك نصوص تدل على استحباب ترك الفرح في هذا الشهر؟
أرجو الإجابة الموثقة بالأدلة الشرعية، ولكم جزيل الشكر.
🟩 الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
مرحبًا بك أخي حسين،
ونسعد بتواصلك معنا عبر موقع شيعة ويب، واهتمامك بالمسائل الفقهية التي تمس وجدان المجتمع المؤمن، خصوصًا في مواسم الحزن كـ شهر محرم الحرام.
🔹 أولًا: هل الامتناع عن الفرح والزينة في محرم عادة أم عبادة؟
الامتناع عن إقامة مظاهر الفرح كالزينة، الأعراس، والموسيقى، هو سلوك تعبّدي مستحب عند أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وهو ليس مجرد عادة اجتماعية.
وقد ورد في النصوص المعتبرة:
عن الإمام الرضا (عليه السلام):"كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكًا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه"
🔹 ثانيًا: ما حكم إقامة الأعراس في محرم؟
لا توجد حرمة فقهية قطعية في إقامة عقد زواج أو زفاف في محرم، لكنّ الفقهاء ينهون عن مظاهر الفرح علنًا احترامًا لمصيبة الإمام الحسين (عليه السلام).
وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):
"شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتنا، يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا"
لذلك، فإن ترك الفرح ليس فقط أمرًا مستحبًا، بل هو مظهر من مظاهر الولاء العملي لأهل البيت (ع).
🔹 هل يمكن تأجيل الفرح؟
نعم، يُستحب تأجيل أي مناسبة مفرحة إلى ما بعد العاشر من محرم أو إلى شهر صفر، خصوصًا إن كانت المناسبة تتضمن أجواءً احتفالية ظاهرية كالغناء أو الرقص أو الطرب.
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم صدق الولاء، ومرافقة الحسين (عليه السلام) في الدنيا والآخرة.