شبهات التقليد : إياكم والتقليد فإنه من قلد في دينه هلك

الرد السديد على منكري التقليد ، الجولة (1)
الشيخ أسامة بلال النجفي 
يتمسك هؤلاء برواية ينسبونها للإمام الصادق (صلوات الله عليه) جاء فيها : (إياكم والتقليد فإنه من قلد في دينه هلك ، إن الله تعالى يقول : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) ، ولا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون) .


والجواب :

1- لم ترد هذه الرواية في مصادرنا الحديثة أبداً لا في الكافي ولا الفقيه ولا التهذيب ولا الإستبصار ، وإنما وردت في كتاب (تصحيح الإعتقاد) للشيخ المفيد (رحمه الله) ، وهو ليس كتاب حديث ، بل كتاب عقائد ، وهذا بحد ذاته يدل على أن الرواي الوحيد لها يفهم منها التقليد في أصول الدين لأنه أوردها في كتاب عقائدي ، فلاحظ جيداً .

2- الرواية الواردة في المصادر الحديثية كما في كتاب (المحاسن) و(الكافي) هكذا : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّه) ، والله ما صلوا لهم ولا صاموا ، ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً ، فاتبعوهم) ، وهي خالية من جملة : (إياكم والتقليد) ، وخالية من جملة : (فقلدوهم) .

3- التقليد المنهي عنه في الرواية - بناءً على أنها رواية - تقليد أهل البدع بدليل الإستشهاد بقوله عزّ وجلّ : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّه) ، الذي يتحدث عن رهبان وأحبار اليهود والنصارى ، وأمثالهم من أهل البدع في دين الإسلام وهم المخالفون أمثال مالك وأبي حنيفة وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب .

4- الرواية تقول : (ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً فاتبعوهم) ، وهذه صفة المبتدعين من علماء بني أمية وبني العباس وبني عثمان ، ومن من فقهائنا الأبرار الأخيار فعل ذلك ؟ من حرم الحلال وحلل الحرام !!! من عصر الكليني والصدوق والمفيد والمرتضى والطوسي ، إلى عصر ابن إدريس والمحقق والعلامة والشهيدين ، إلى عصر صاحب الحدائق والوحيد البهبهاني والسيد بحر العلوم والشيخ الأكبر كاشف الغطاء والشيخ صاحب الجواهر والشيخ الأعظم الأنصاري والمجدد الشيرازي والأخوند الخراساني ، إلى عصرنا الحاضر ، ما هذا التلاعب بكلمات أهل البيت صلوات الله عليهم ، ونسبتها على غير وجهها الصحيح !!! أليس هذا من الكذب والتدليس ؟؟؟


تابع ايضاً :
  1. الرد السديد على منكري التقليد ، الجولة (1) .
  2. الرد السديد على منكري التقليد ، الجولة (2) .


تعليقات