هل ان الشيخ المفيد والشيخ الطوسي ضد التقليد ؟

الرد السديد على منكري التقليد ، الجولة (2)
الشيخ اسامة بلال النجفي
يُصر هؤلاء على أن الشيخ المفيد والشيخ الطوسي (رحمهما الله تعالى) ، من المناهضين للتقليد ، وينقلون بعض العبائر التي حملناها في المنشور السابق على تقليد أهل البدع والضلال .

والآن لديّ سؤالٌ لهؤلاء :
لماذا ألّف الشيخ المفيد (رحمه الله تعالى) كتابه (المُقنعة) ؟ الذي قال في مقدمته : (مختصر في الأحكام ، وفرائض الملة ، وشرائع الإسلام ، ليعتمده المرتاد لدينه ، ويزداد به المستبصر في معرفته ويقينه ، ويكون إماماً للمسترشدين ، ودليلاً للطالبين ، وأميناً للمتعبدين ، يفزع إليه في الدين ، ويقضي به على المختلفين ، وأن أفتتحه بما يجب على كافة المكلفين) ، لقد ألّفه للأمة ، وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله تعالى) في شرحه الموسوم (تهذيب الأحكام) : (وسألني أن اقصد إلى رسالة شيخنا أبي عبد الله أيده الله تعالى الموسومة (بالمقنعة) لأنها شافية في معناها كافية في أكثر ما يُحتاج إليه من أحكام الشريعة ، وأنها بعيدة من الحشو ، وأن أقصد إلى أول باب يتعلق بالطهارة ... وأذكر مسألة مسألة فاستدل عليها إما من ظاهر القرآن أو من صريحه أو فحواه أو دليله أو معناه ، وإما من السنة المقطوع بها من الأخبار المتواترة أو الأخبار التي تقترن إليها القرائن التي تدل على صحتها ، وإما من إجماع المسلمين إن كان فيها أو إجماع الفرقة المحقة ، ثم أذكر بعد ذلك ما ورد من أحاديث أصحابنا المشهورة في ذلك وانظر فيما ورد بعد ذلك مما ينافيها ويضادها وأبين الوجه فيها إما بتأويل أجمع بينها وبينها ، أو أذكر وجه الفساد فيها إما من ضعف أسنادها أو عمل العصابة بخلاف متضمنها ، فإذا اتفق الخبران على وجه لا ترجيح لأحدهما على الآخر بينت أن العمل يجب أن يكون بما يوافق دلالة الأصل وترك العمل بما يخالفه ، وكذلك إن كان الحكم مما لا نص فيه على التعيين حملته على ما يقتضيه الأصل ، ومهما تمكنت من تأويل بعض الأحاديث) ، ثم لماذا ألّف الشيخ الطوسي (رحمه الله تعالى) ، كتابه (النهاية في مجرد الفقه والفتاوى) ؟ لقد ألّفه للأمة ، فهو كتاب في الفقه المجرد عن الأدلة ؟ ولماذا كان المؤمنون يرسلون للشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي (رحمهم الله تعالى) مجموعة من المسائل الفقهية للإجابة عليها ، وقد طبع الكثير منها تحت عنوان (أجوبة المسائل) ؟
والنتيجة : إن (المقنعة) و(النهاية) رسائل عملية للمكلفين لأنها مسائل فقهية دون الإشارة للدليل ، و(أجوبة المسائل) أوضح دليل على رجوع الأمة لفقهائها ، وكلمة الشيخ الطوسي (رحمه الله) في (التهذيب) تدل بوضوح على أنه مارس الإجتهاد والإستباط من الكتاب والسنة والإجماع وغيرها من أجل شرح (رسالة المقنعة) ، ووضح منهجه الإجتهادي ، فراجع ...

تابع ايضاً :
  1. الرد السديد على منكري التقليد ، الجولة (1) .
  2. الرد السديد على منكري التقليد ، الجولة (2) .

تعليقات